www.sabahachark.com
أصبحت ظاهرة المتسكعين و المتشردين من الظواهر المعروفة لدى الخاص و العام و المرتبطة بكثير من المدن، إذ يتمركز هؤلاء قرب المزابل و الأماكن الوسخة أو الأماكن المهجورة، أو قرب محطات الحافلات و سيارة الأجرة.
و ما يدعو إلى الأسف هو أن هؤلاء الأطفال المتشردين يفترشون الأرض و يلتحفون السماء صيفا و شتاءا و لا يملكون مسكنا و لا مأوى يقيهم الحر و القر، و هذا ما يزيد من معاناتهم خصوصا في فصل الشتاء و انخفاض درجة الحرارة، و كم نرى من صور و مناظر مؤلمة عندما نرى بعضهم في شوارع و أزقة بركان ينام على الرصيف أو أمام بعض المقاهي أو أمام أبواب العمارات و لا يملك لا فراشا و لا غطاء، و الذي يؤلم أكثر أن ترى أحدهم يبحث عن طعام يأكله وسط صناديق الأزبال والقمامة.
إنّ استفحال ظاهرة المتسكعين و المتشردين، بمدينة بركان كباقي المدن، هو دليل واضح عن عجز السلطة عن ايجاد حل لهذه الظاهرة السلبية، فقد أصبح عددهم يتزايد، و منه القاصرين الذين يسمون ” بأطفال الشوارع ” و الذين لازالوا في سن الدراسة و في حاجة ماسة إلى العناية و الرعاية و التربية و هم معرضون للانحراف، و منهم بعض المعتوهين و المصابين بأمراض عقلية مما يشكل نوعا من الخطورة على الناس، و يعطي صورة سيئة و مشوهة عن ما يجب أن تكون عليه المدينة من صور نظيفة و جميلة.
فعلى سبيل المثال نجد العشرات من المتشردين يتجمعون في الساحة الكبرى بمدينة بركان غير بعيدين عن المسجد.
و إذا كان البعض يرفع شعار ” من أجل مدن نظيفة ” فإنّ نظافة المدن لا تتم إلاّ بتطهيرها بالكامل من كل ما يشوه صورتها، و إيجاد مأوى لأطفال الشوارع لأنّ مكانهم الطبيعي هو المدرسة لا الشارع.