www.sabahachark.com
صباح الشرق – أوريون 24
سيرا منها على السنة الحميدة التي دأبت أقدم ثانوية بإقليم بركان على نهجها , وإيمانها منها بمبدأ الاعتراف بالجميل , ضرب أساتذة مؤسسة أبي الخير , موعدا مع رفقاء دربهم , ممن قضوا أمدا طويلا بين أسوارها , يوم الاربعاء 20 فبراير 2014 , تاريخا محددا لتوديع زمرة من أساتذة الثانوية المتاخمة لعمالة إقليم بركان .
افتتح حفل تكريم ثلاثة أساتذة وهم على التوالي محمد عمراوي أستاذ مادة الفلسفة , محمد قدوح أستاذ مادة التاريخ , ومصطفى زكاغ أستاذ مادة اللغة العربية , بآيات بينات من الذكر الحكيم , بصوت التلميذ عيطاوي .
بعدها ألقى مدير المؤسسة كلمة بالمناسبة , أدلى فيها بشهادة اعتراف للمحتفى بهم, وأعلن من خلالها عن إعطاء انطلاقة الحفل .
تلتها كلمة عبد المومن الصفراوي , رئيس جمعية آباء وأولياء وأمهات تلاميذ ثانوية أبي الخير , والذي لم يفوت بدوره الفرصة لشكر المكرمين على عمرهم الذي أفنوه مع الطبشور والقلم , ولقنوا للناشئة أبجديات علوم ومجالات كل في إطار تخصصه .
ليفسح بعدها المجال لوصلة إنشادية لمجموعة رياض الطرب التي أطربت بأصوات شبابها آذان من تكبد عناء التواجد داخل أسوار المؤسسة .
ومن الطرب إلى الفكاهة , من الجد إلى الهزل , ومن الشكر إلى الدروس والعبر …والتي جسدها تلاميذ الثانوية في قالب فكاهي تحت عنوان البيضة من تأليف الأستاذ حسن حيضر, تقديم التلميذة شيماء كزاري في دور المرأة الحامل , والتلميذ رضا عزيماني في دور الزوج.
ثم عرض مسرحي آخر تحت عنوان المعلم , من أداء فرقة عشاق الخشبة , من تمثيل يوسف لبراني , رضوان هبور , والمهراوي , والذين أدوا عروضا متفرقة ,استطاعوا من خلالها أن ينتزعوا ابتسامة ممن تابعوا أداءهم فوق الخشبة .
لتكون كلمة الاستاذ السنوسي في هذا الحفل ,والذي قامت بتنشيطه التلميذة سهيلة لهمامي ورقة تعريفية مبسطة عن الأساتذة الذين ربوا أجيالا , وتتلمذ على أيديهم أناس يفتخرون أنهم نهلوا من علمهم , الذي لم يتفانوا في تلقينه لفلذات أكبادنا .
ومن بعدها كلمة ممثل تلاميذ ثانوية أبي الخير ,وقبلهما أغنية وداعا يا أستاذ من إنشاد التلميذات أميمة الكفيف , بلبشير أشواق ومجموعتهما .
ليختتم الحفل بتوزيع الجوائزعلى أسماء تركت مكانها وسط زمرة من أساتذة المؤسسة التي يبلغ عمرها قرنا أو يزيد عن القرن بقليل .
وداعا محمد عمراوي … فمرحى لك بتقاعدك, فقد يسعفك الوقت لتحلل درس الحرية التي لم تعرف مذاقها من ذي قبل , وأنت من علمت أجيالا ,ووهبت وقتك لمن وضعوك في مرتبة الأب قبل الأستاذ .
إلى اللقاء يا قدوح , آن الأوان لتتأمل في تاريخ حياتك , الذي بدأته طفلا , ومن بعده شابا , فأستاذا , واليوم متقاعدا .
مع السلامة يا زكاغ , حان الوقت لتقف على أطلال الثانوية , وتكتب قصيدة تجسد فيها تجربتك المهنية التي لم تعد إلا شيئا من الماضي .
لكنكم ستفتخرون اليوم وأنتم تودعون هذه الثانوية , أن ذلك الشيخ الكبير الذي بلغ من الكبر عتيا والذي سمي بأبي الخير , لن ينساكم أبدا , وسيتذكركم أبناؤه وأحفاده الذين علمتموهم ولقنتموهم وربيتموهم … وداعا … وداعا …