www.sabahachark.com
بعد انتصار الأسبوع الماضي على فارس البوغاز اتحاد طنجة , الذي أعاد الروح وخلف الارتياح , ولو أنه لم يشف بعد غليل الجماهير البركانية , التي مازالت تحن لماضيها الجميل , وتبكي على أطلال مواسم خلت تسيدت فيها النهضة لعبة العمالقة , ومازالت تتذكر بحسرة شديدة لدغة شباب الريف الحسيمي في أول جولة من عمر البطولة الوطنية التي وصلت دورتها الرابعة , حيث ظهر الفريق البركاني بكشكول من لاعبين مازالت علامات الشك والحيرة تدور حولهم دورة بعد أخرى, بعدما أخلفوا موعدهم مع التألق والابداع , فخذلوا أنصارا ومشجعين يعشقون النهضة عشقا جنونيا , ويتنفسون هواء مدينتها…
دقت الساعة السادسة من يوم الأربعاء 12 مارس 2014 , والمدرجات تشكو من مقاطعة الجماهير التي اعتادت على التسلح بعتادها من طبول وأهازيج وشعارات , ولطالما اعتبرت المساند الحقيقي لفرق بركان ,لم يغن أحد , ولم يشجع أحد , وخيم صمت غير معتاد على القاعة التي امتلأت في مرات عدة , ورسمت بها أجمل اللوحات …. حضر أيمن الطفل الصغير كعادته رفقة أبيه , لمعاينة مباراة النهضة البركانية والنادي القنيطري , وتواجد العملاق الأمريكي فنسون هاميلتون بعيدا عن دكة البدلاء في انتظار تأهيله , فهو المعول عليه في ظل أزمة اللاعبين المتواجدين , فلازمته الأعين , وترصدته الكاميرات … بعد الهالة التي سبقته , والتجربة الأوروبية التي راكمها مع عدة أندية يقام لها ويقعد في الساحة العالمية .
لم تفارق أعين أيمن , هاميلتون وهو من سمع عنه بأنه لاعب كبير في السن والقامة والعطاء , طرح الطفل الصغير عديد الأسئلة على والده بخصوص نجم الريال سابقا , وعن الاضافة التي يمكن أن يقدمها القادم الجديد للقلعة البركانية , وعن سبب غيابه عن اللقاء… لم يرد أبو أيمن أن يعطي جوابا لابنه , مكتفيا بالصمت خشية أن يكون تمهيده , مخالفا لما سيظهر به فنسون ببركان .
ولج الجميع إلى قاعة مولاي الحسن , بعد وقت من الاحماء والاستعداد , لمقابلة ينتظر منها أن تزيل الشك من البيوت البركانية التي لم تستفق بعد من صفعة الحسيمة , والتي احمر لها وجه أيمن , فدعا الله أن ينتصر الفريق البرتقالي الذي يشبه لون قميصه الكرة المتباري عليها , ولأنه بريء ودعوة الأطفال مستجابة , فقد توسم والده خيرا من مواجهة الكاك .
تفاجأ أيمن من العزوف الجماهيري الذي ميز المواجهة , وهو الذي بات اليوم يحفظ أهازيج الالتراس أورونج بويز عن ظهر قلب , فأحس بوجع الرأس , ودق قلبه الصغير دقات متسارعة , في أجواء باردة كقر الجو في الخارج , فخيم على الجميع جو مكفهر متلبد بغضب على فريق لاحت في الأفق بوادر أزمته المالية , في لقاء بدون مذاق ولاملح .
دعونا من الملح والسكر ,ولنعد للتفاصيل. ارتفعت الكرة نحو الأعلى , إيذانا ببدء المباراة التي جاء ربعها الأول دون المستوى , بفريق ظهر مهلهلا بدون عنوان , اللهم العناوين التي حاول مدرب بركان كتابتها والتذكير بها في كل مرة , في ظل الأداء الذي استهل به أبناؤه النزال فكانوا أبعد إلى معالم تشكيلة متمرسة يعول عليها في قادم الدورات , بالمقابل تجرأ أبناء الغرب على ضيوفهم ولو بأرضهم وقاعتهم , وهم من كانوا بالأمس في القسم الوطني الثاني تصلهم أصداء فريق بركاني لا يقهر تسيد البطولة , فتلقى التهاني والاشادة .
لكن يقال دوام الحال من المحال , فالفريق البركاني أبان عن نقص كبير , في الرميات الثلاثية , واللم الدفاعي , وتسجيل السلات , وفي كل شيء… اندهش أيمن من فريقه المحبوب , وهو يشاهد عجزا وتثاقلا عند ممثل البرتقال , بالرغم من الانتصارفي الربع الأول بنتيجة 16.18.
الربع الثاني نسخة طبق الأصل لما سبقه , مع عزيمة وإصرار أكبر من الضيوف الذين حاولوا قلب الطاولة على أصحاب الدار , فتألق لاعبو الكاك في الرميات , وأظهروا تطبيقا محكما لخطة الدفاع , والحراسة اللصيقة … فكانوا الأكثر تحكما في هذا الربع الذي آل لهم بحصة 30.29.
الربع الثالث , قرر مسؤولو الفريق فتح الأبواب ,بغية إعطاء دفعة للاعبين من الصنف الثاني والثالث , أو لربما أقل بكثير … أحس أيمن ببعض الارتياح , بعد أن ارتفع عدد المتابعين الذي لم يصل إلى الرقم المعتاد , فهتف وصرخ بحنجرة الصغيرة التي لا يتجاوز صداها إلا أمتار قليلة .تشنجت الأعصاب من كوران ميلوزوفيتش , وارتفع نسق اللعب , ليتحسن أداء النهضة في ربع أنهوه لصالحهم رافعين الغلة إلى النقطة 55 في تجمد رصيد الزوار عند 40 .
الربع الرابع والأخير , أظهر فيه البركانيون سيطرة على ضيوفهم , بعدما عجزوا عن فرضه في بداية المباراة , فيما انخفض حماس القنيطريين , الذين عجزوا على مسايرة الايقاع , لينتهي اللقاء بانتصار النهضة البركانية التي وصلت مع نهايته للرقم 70 , وتوقف عداد الكاك عند 56 .
عاد أيمن إلى الدار , متحسرا على زمن فات , وباكيا على أيام ولت , وغاضبا من عرض زاد من وساوسه وشكوكه … في انتظار العصا السحرية التي جاء بها فنسون هاميلتون من بلاد العم سام , لتحفظ ماء وجه كرة برتقالية , تكلمت فيها بركان لغة الألقاب , فكيف تتقبل اليوم أن تتحدث بلسان غير الذي تعود على نطق مفردات الانتصار ؟