www.sabahachark.com
د. بنطالب هشام
اختصاصي جراحة المسالك البولية و الجهاز التناسلي و العقم
بمستشفى الدراق – بركان
bh0073@hotmail.com
سرعة القذف مشكلة يعاني منها عدد كبير من الرجال, تعريفها يجوبه الغموض, و مختلف النظريات التي ثابرت للقيام بهذه المهمة بقيت قابلة للنقض.
مصدر و سبب سرعة القذف هو أكثر غموضا, و لم يثبت دور أي أمر أو اختلال عضوي أو لا نفساني كسبب ذو أساس علمي يمكن أن نتبناه لمعالجة المشكلة.
الآثار التي يمكن أن تخلّفها هذه المشكلة تختلف من رجل لآخر و من امرأة لأخرى, و تعاني منه العلاقات الزوجية بشكل حقيقي, أو ربما يلجأ إليه البعض الآخر لتفسير مشكلة أو خلاف عائلي له جذور أعمق مما نتصور.
تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن لا نخرج الجنس من بحر أسرارنا, تربينا على كل شيء و لكن نقصتنا التربية الجنسية الصحيحة التي سيطر عليها الصمت التام, معرفة أصول هذه المشكلة و الحديث عنها هو نصف الحل لأن المعتقدات الخاطئة بالجنسانية sexualité تكمن خلف التعقيد الذي ستجره هذه المشكلة, يجب التصريح بالمشكلة و مناقشتها بشكل صحيح قبل أن تنهي العلاقة الزوجية.
أولاً: ما هو تعريف القذف؟؟
القذف هو ردة فعل وانعكاس من الجسم يتكون من مجموعة من الانقباضات العضلية القوية لعضلات أسفل الحوض يتبع ذلك الوصول إلى نقطة في عملية الإثارة للرجل لا يمكن معها العودة إلى الوراء وهى قمة المتعة في العملية الجنسية، ويحدث معها خروج المني متدفقا بشدة مصحوباً بلذة قوية جداً تستمر لثواني معدودة، بعدها يحدث خمول تام ورغبة قوية في النوم والراحة. هناك القليل من الرجال يعانون من سرعة شديدة في القذف، فبعضهم قد يتمكن من الإيلاج لثواني ولا يملكون أن يتحكموا فى أنفسهم وتنتهي العملية فور بدايتها، وهناك من هم أسوأ من ذلك فقد يقذف بعضهم قبل ملامسة الزوجة أصلاً .
القذف المبكر أو سرعة القذف هو مشكلة جنسية شائعة لدى الرجال إذ يصيب 30% إلى 40% من الرجال، وهو يعني انعدام الرقابة الطوعية على عملية القذف, معظم الرجال الذين يعانون من مشكلة القذف المبكر في الأساس طبيعيين جدا، والمشكلة لديهم هي عدم التحكم في وقت القذف.
أسبابه
عند استثارة مستقبلات اللمس العصبية بالقضيب ترسل إشارات من أعصاب القضيب إلى مراكز القذف بالحبل الشوكي الذي يرسل بدوره إشارات عصبية للوعاء الناقل والحوصلة المنوية والبروستاتا لإخراج السائل المنوي لقناة مجرى البول. زيادة الضغط داخل قناة مجرى البول الخلفية نتيجة دخول السائل المنوي يرسل إشارات عصبية للحبل الشوكي تؤدي لانقباض العضلات الموجودة حول بداية القضيب وحدوث القذف.
تنقسم أسباب سرعة القذف إلى مجموعتين:
1. الأسباب العضوية
• إصابات الحبل الشوكي التي تحدث إثارة مستمرة لمركز القذف كالأورام والأكياس الدموية
• مرض التصلب المتعدد بالحبل الشوكي sclérose en plaque
• التهابات الأعصاب الطرفية في مراحلها الأولى قبل أن تصاب بالضمور وقد تحدث هذه الالتهابات مع مرض السكر والإفراط في تعاطي الكحوليات أو التعرض لبعض المعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق
• الاحتقان الدائم بالحوض والذي ينشأ عن التهاب البروستاتا والحوصلة المنوية المزمن أو التهاب قناة مجرى البول
• استخدام المنشطات العصبية لفترات طويلة كما يحدث في حالة استخدام حبوب التخسيس وإنقاص الوزن التي تحتوى على مادة الأمفيتامين
• كما لوحظ أن فترة النقاهة من أدوية الإدمان تكون مصحوبة بسرعة القذف حتى يستقر الجهاز العصبي ويتخلص تماماً من تأثير الإدمان فتختفي سرعة القذف .
2. الأسباب النفسية
• التوتر الخاص بالأداء الجنسي الذي ينشأ من الخوف من القذف السريع أو الخوف من فقد الانتصاب
• تكرار التجارب الجنسية قبل الزواج في ظروف غير آمنة مع ما يصاحبها من خوف وقلق يدفع المخ إلى التخلص من هذه المواقف عن طريق الإسراع بإنهاء العملية الجنسية بالقذف، وهنا تتولد لدى المخ صورة من التكيف الانعكاسي مع أية اثارة جنسية، ويصبح القذف السريع هو النتيجة الطبيعية في أية ممارسة جنسية مستقبلية .
• نشوء الطفل في ظروف اجتماعية سيئة خاصة في وجود مشاحنات بين الأبوين مما يعطيه الإحساس بعدم الأمان وهذا بدوره ينعكس علي جهازه العصبي فيجعله سريع الإثارة .
• القلق والتوتر النفسي المستمر سواء لأسباب اجتماعية أو مادية أو غيرها يجعل الجهاز العصبي في حالة استنفار دائم، ولما كان القذف خاضعاً لهذا الجهاز فإنه يحدث قبل الأوان لمجرد الإثارة الجنسية .
• الإحساس بالنقص أمام زوجة متسلطة مما يعطى الزوج إحساسا بعدم سيطرته على الموقف الجنسي بالتالي يهرب من هذا الموقف بأن يقذف سريعاً ومهما حاول التحكم في القذف فإن تشبع المخ واللاوعي بعدم الرضا الزوجة يعجل القذف .
• عدم التوافق بين الزوجين وعدم التواصل وفقدان الدفء والمشاعر الجميلة بينهما يجعل الجنس مجرد عملية ميكانيكية لا متعة فيها وبالتالي تحدث عملية القذف السريع .
ويتضح من ذلك أن سرعة القذف تعتبر مؤشراً لمدى التوافق بين الزوجين.
علاج القذف المبكر
هناك عدة طرق لعلاج سرعة القذف:
• استخدام الادوية المناسبة للسيطرة على سرعة القذف.
• استعمال الواقي الذكري لأنه يخفض من الاحساس .
• تغير وضعية الممارسة للحصول على أفضل نتيجة .
• استخدام بعض الكريمات أو البخاخات الموجودة في الصيدليات وهي عبارة عن مخدر موضعي ترش على القضيب.
• تناول مضادات الاكتئاب
• العلاج النفسي بالمشاركة مع الزوجة
• التدريب على التحكم في القذف :
من أشهر طرق العلاج طريقة )ماسترز وجونسون ( وفي هذه الطريقة تقوم الزوجة بمساعدة الزوج على الانتصاب ,وقبل أن نذكر طريقة “ماسترز وجونسون” في علاج القذف المبكر يفيد أن نعرض سريعًا للمبادئ الأساسية في كل العلاجات التي تحدثا عنها:
المبدأ الأول: اعتبار أن أي عطل جنسي يصيب أحد الزوجين هو خلل في العلاقة الجنسية بينهما، وليس فقط في الطرف المصاب بهذا العطل؛ ولذا فإن العلاج يكون مشتركًا، ويقوم الطرفان فيه بدور فعال.
المبدأ الثاني: ألا يتم العلاج بواسطة طبيب واحد، بل بواسطة فريق يضم أشخاصًا من الجنسين، وتنعقد الجلسات العلاجية في وجود الزوجين، ومعالجين من الجنسين، وقد أثبتت هذه الفكرة نجاحًا كبيرًا في تخطي عقبات كثيرة .
أما المبدأ الثالث: فهو حتمية فتح الحوار الصريح بين الزوجين في مناخ الثقة المتبادلة، والأمان التام، ويلي ذلك المكاشفة مع فريق العلاج، وينبغي أن يعرف الجميع أن المسألة ستستغرق بعض الوقت، وليس مطلوبًا أو متوقعًا أن يحدث نجاح سريع وحاسم، ولكن لا بد من التأكيد على أن العلاج غالبًا ما يفشل إذا لم يتوافر عنصر الجدية والاهتمام من الطرفين، وفي حالة العزل في المركز فإن أقل مدة للتدريب على العلاجات كانت أسبوعين.
ويمر العلاج بمراحل كثيرة منها البدء بالإجابة على قائمة كبيرة من الأسئلة لمعرفة كل العوامل الاجتماعية والنفسية الذاتية وغيرها، والتي أدت إلى وجود المشكلة، وتعطي الإجابات الجنسية بينهما، وعن طريقة تفكيرهما بالنسبة لموضوع الجنس، ويساعد هذا بالطبع على إعادة توجيه الزوجين بشكل صحيح في المستقبل. والعلاج المباشر الخاص بكل حالة لا يغني عن تطبيق المبادئ الأساسية، ويتكامل مع بقية المراحل المذكورة توًا، والتي يتم تطبيقها على كل الحالات قبل الدخول إلى العلاج المباشر.
والحديث يمكن أن يطول حول تقييم وتطوير أبحاث “ماسترز وجونسون”، وباختصار فإن علاج سرعة القذف طبقًا لهذه الطريقة يعتمد على تقنية “الضغط” أو “العصر”، وفيها تقوم الزوجة بمساعدة الزوج على الانتصاب، وعندما يهم بالقذف تقوم بضغط القضيب تحت حافة الحشفة لمدة ثلاث أو أربع ثوانٍ، وهي مدة كافية حتى لا يحدث القذف، ويتكرر الأمر عدة مرات دون إيلاج، ثم مع الإيلاج طبقًا لتدريج منتظم يصل بعده الزوجان إلى القدرة على التحكم في القذف لمدة تتراوح بين 15 – 20 دقيقة. في دراسة أجراها الزوجان “ماسترز وجونسون” على 186 رجلاً مصابًا بالقذف المبكر نجحت هذه الطريقة في علاج 98% من الحالات.
الطريقة الثانية هي طريقة ( توقف – إبدأ ): و هي مجموعة تمارين وضعت أصلاً بواسطة الطبيب James Semans ، وتهدف إلى تعليم كيفية التحكم والتوقف عند مستوى الإثارة قبل أن تصل مباشرة إلى النقطة التي تصبح العودة إلي الوراء عندها مستحيلة ويصبح القذف حتمياً.
ذلك يكون بأن تتعلم تدريجياً كيف تميز مستوى الإثارة التي تصل إليها والتي يحدث عندها القذف، وبناء على قدرتك على تمييز هذه الدرجة من الإثارة بدقة تقوم بتعديل حركاتك أثناء عملية الجماع. واكتشف الطبيب semans أن طريقة ( توقف – إبدأ ) لها قدرة هائلة على مساعدة الكثير من الرجال الذين يعانون من مشكلة القذف السريع، والذي يصبح الجماع بالنسبة لهم ليس إلا خيبة أمل كبيرة وكذلك الحال عند زوجاتهم. معظم الرجال الذين مارسوا هذه التمارين استطاعوا الحصول على تحكم جيد في القذف في خلال 2-10 أسابيع.