صباح الشرق / نورالدين ميموني
صنع أطفال مخيم فرع العيون سيدي ملوك طيلة المرحلة الأولى التي انطلقت من 2 أو 3 يوليوز إلى غاية 13 أو 14 يوليوز 2018 ، لحظة فرح متميزة، ساهمت فيها أطر الجمعيات المستفيدة : منظمة الطلائع أطفال المغرب، من خلال برمجة مجموعة من الأنشطة المشتركة بتنسيق مع رئاسة المخيم، والتي لقيت تجاوبا كبيرا من طرف الأطفال.
وقد ارتكزت هذه الأنشطة ذات الطابع الرياضي والترفيهي على مجموعة من الفقرات الفنية التي أبدع فيها الأطفال بشكل متميز، بمساهمة مؤطرهم الفنان سمير ميموني في محاولة لترسيخ قيم المواطنة وإبراز دور المجتمع المدني في التأسيس لمغرب الغد، مغرب الديمقراطية والحداثة والتقدم الاجتماعي، على اعتبار أن المخيمات الصيفية تشكل مدرسة الحياة.
ووصف مصطفى دحمان مدير مخيم قرية أركمان، هذه المرحلة ب»الناجحة» على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بالجانب التنشيطي والتربوي أو تعلق الأمر بالجانب التدبيري، وأيضا من حيث السلامة الصحية للأطفال، مشيرا في هذا الإطار إلى الدور الحيوي الذي اضطلع به الطاقم الطبي لوزارة الصحة الذي واكب بشكل يومي الحالة الصحية للأطفال وكان يقدم العلاجات الأولية الضرورية كلما اقتضى الأمر ذلك.
وفي السياق ذاته، أشاد مصطفى دحمان بالدور التأطيري الذي تقوم به الأطر التربوية داخل المخيمات والتي تتيح للطفل قضاء فترات ممتعة تبقى عالقة في ذاكرته مدى الحياة حيث استفاد هؤلاء الأطفال، الذين جاؤوا من أفاق مجالية مختلفة، من مجموعة من الأنشطة الفنية والترفيهيه بالإضافة إلى البرنامج الخاصة بالسباحة والألعاب الداخلية، التي أبدعها الأطفال بمعية مؤطريهم الذين يسهرون على تأطيرهم وعلى ضمان سلامتهم.
وبالنظر إلى الدور الذي يقوم به الطاقم الإداري والتربوي داخل المخيمات الصيفية، ذكرابراهيم بورديم رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب فرع العيون سيدي ملوك ، أن هؤلاء الأطر لا يعرفون معنى الراحة أو العطلة الصيفية خاصة وأن أغلبهم من الطلبة.
لكن هذه الفترة التي يكون فيها الجميع في عطلة، يقول رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب فرع العيون الشرقية إبراهيم بورديم في تصريح لجريدة “صباح الشرق” ، هي في الواقع بداية اشتغال لفئات أخرى من المواطنين، إنهم أطر المخيمات الصيفية بمختلف تلاوينهم سواء كانوا أطر الوزارة الوصية أو أطر الجمعيات والمنظمات التربوية الذين لا يعرفون طعم العطلة، بالنظر إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم كل حسب اختصاصه، لكنهم يلتقون في غاية واحدة هي تحقيق لحظات السعادة في قلوب الأطفال والحفاظ على أمن وسلامتهم والحرص على أن يعودوا إلى ديارهم سالمين، وأن يحملوا معهم ذكرى جميلة تحفزهم على العودة العام المقبل، وبهذا المعنى يضيف المتحدث، يصبح المخيم بكل مكوناته هو عبارة عن مؤسسة جمعوية تشتغل عندما يكون الآخر في عطلة
من جانب آخر، أفاد مصطفى دحمان ، أن مخيم منظمة الطلائع أطفال المغرب الذي أقيم بقرية أركمان خلال المرحلة الأولى ، تحت شعار ” دعونا نشارك ” عرف نجاحا متميزا وأن جميع الأنشطة التي كانت مبرمجة خلال هذه المرحلة لقيت استحسانا وتجاوبا كبيرا من طرف الأطفال.
وقال في هذا الصدد رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب فرع العيون الشرقية إن « إدارة المخيم بمعية الطاقم التربوي سطرت برنامجا طموحا يستجيب لطموحات الفئات العمرية المستهدفة ويتنوع من حيث المواد والمنتوج الثقافي والتربوي واستحضار طموحات وتطلعات الأطفال محاولة للوصول إلى الأهداف التربوية والثقافية التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها حيث وضع البرنامج أنشطة متنوعة تصب جميعها في المشروع البيداغوجي للمنظمة الذي يروم التأسيس لجيل قادر على مجابهة التحديات ومتشبع بقيم المواطنة».
وأضاف مدير المخيم أن نجاح مختلف الأنشطة التربوية والترفيهية كان أيضا بمساهمة رئاسة المخيم التي أسست لنوع من التعاون ما بين الجماعات المستفيدة، حيث أن مجموعة من الأنشطة نظمت بشكل مشترك مع الجمعيات الأخرى الشيء الذي أضفى طابعا خاصا على هذه المرحلة ومكنت الأطفال من عيش لحظات فرح ستبقى محفورة في ذاكرتهم.
يشار إلى عدد المستفيدين من مخيم منظمة الطلائع بقرية أركمان بلغ 206 مستفيدة ومستفيد تتمثل في 9 فروع يمثلون مدن الجهة الشرقية ، بركان ،وجدة ، زايو ، العيون الشرقية ….وكان غالبية هؤلاء الأطفال هم من أبناء الأسر الفقيرة والمتوسطة لكنهم من المتفوقين في دراستهم، كان من ضمنهم من لم يسبق له قط أن عاش تجربة المخيمات، بل فيهم من لم يسبق له أن رأى البحر أو أن غادر القرية أو المدينة التي يقطنها.
وقد تميز مخيم الطلائع أطفال المغرب، بطيعة الأنشطة الكبرى التي طبعت هذه المرحلة وفي مقدمتها الزيارة التي قام بها الأطفال إلى مدينة الناظور.
كما تميز برنامج المرحلة ، بالتنوع، بالإضافة إلى مجموعة من الورشات التي أطرتها الأطر التربوية بالمخيم من مسابقات ثقافية ورياضية وعلمية ، حيث حرصت الطر التربوية خلال المسابقة على تبسيط مجموعة من المفاهيم العلمية في إطار قالب سوسيو تربوي يروم إرساء وترسيخ مفهوم العلوم لدى الأطفال.
عموما فإن مختلف البرامج التي سطرها الطاقم التربوي والإداري لمنظمة الطلائع أطفال المغرب خلال هذه المرحلة كان الهدف منها هو إرساء قيم المواطنة و تلقين الأطفال مبادئ قيمية تحترم كرامة الطفل وحقوقه، ومن شأنها أن تنعكس إيجابا على سلوكاتهم اليومية سواء في علاقة مع الأسرة أو في علاقة مع المدرسة.
للتذكير سميت نادي الطلائع كفضاء صغير يختص في العمل من أجل الصغار .. أو كخلية للتفكير في قضايا الطفولة المغربية في سياق حركة الطلائع العالمية التي كانت مشكلة مع حركة الشبيبة التقدمية العالمية .
و منذ ظهور هذا النادي انطلقت أنشطة الطلائع بالمغرب ، و نظم أول مخيم صيفي بعيشة مبارك بالأطلس و انخرط طلائع المغرب في حركة الطلائع العالمية فشاركو إلى جانب طلائع العالم في دورات مخيم الأرتيك الدولي الذي كان ينظم بالاتحاد السوفياتي أنذاك .