صباح الشرق / نورالدين ميموني
مجالس تعاقبت على تدبير شؤون المدينة لم تول اهتماما لشريحة هامة من الشباب والطفولة بدليل عدم برمجة مشروع دار للشباب بمواصفات دقيقة .
نعم إنها دار الشباب العيون سيدي ملوك باعتبارها مؤسسة عمومية تربوية ثقافية واجتماعية وفضاء خصب لممارسة الأنشطة المختلفة والمتنوعة فانها لا تلبي – مع الأسف الشديد – احتياجات الأطفال والشباب العيوني و لا تمكنهم من إبراز قدراتهم وصقل مواهبهم وخلق روح المنافسة في الإبداع الفني والثقافي والرياضي لديهم
وتعتبر دار الشباب بالعيون الشرقية بمثابة فضاء للعديد من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة و انديتها لعقد اجتماعاتها و تقديم أنشطتها الترفيهية و الثقافية (– عروض مسرحية و أمسيات ثقافية …) ، ولكن ظلت تشهد عزوفا عن ارتيادها والانخراط في أنشطتها وهو ما يطرح أسئلة جدية عن الأسباب الكامنة وراء ذلك هل تعود الى ضعف البرامج والاختيارات التنشيطية أو الى نقص الإحاطة والتأطير أم أن المسألة تعود الى نقص الأجهزة والوسائل التطبيقية؟؟؟؟؟
بكل بساطة فمدينة العيون الشرقية التي يقدر عدد ساكنتها ب 43 ألف نسمة مهمشة ومنسية إلى ابعد حد، فالوعاء العقاري للمدينة استنزف من طرف لوبي العقار حتى تناسلت الاحياء كالفطر في كل ارجائها واطرافها ، في غياب تام للمرافق الثقافية دار الشباب مكتبة و لا دار عجزة ….، فهؤلاء ( السماسرة ) باتوا يتحكمون في مستقبل و مخطط تنمية المدينة بحسب أهوائهم و مصالحهم ، حتى باتت المدينة بلا دار شباب و لا دار ثقافة في المستوى المطلوب ، ونخشى ان يستيقظ العيون سيدي ملوك يوما و لن يجدوا مكانا تدفن فيه جتثهم أمام الزحف الجارف للاسمنت
وبعد تزايد عدد الجمعيات التي اصبحت تفوق المتوقع بمدينة العيون الشرقية ، ولم تعد تفي بالحاجيات وتتسع لمزاولة مجموعة من الانشطة والتظاهرات التربوية والإشعاعية والثقافية والفنية، ولم يعد يسع الفضاء لاحتواء الانشطة مما يحرم الجمعيات في بعض الأحيان والشباب بشكل عام من مزاولة وممارسة بعض التظاهرات التربوية والثقافية والناشطة الاشعاعية داخل دار الشباب نظرا لضيق مساحتها.
اكثر من هذا فهي غير صالحة اصلا بان تكون دارا للشباب، مما يستوجب اعادتها لدار الطالب لإحداث جناح للفتيات وقاعة للمراجعة ونادي للانترنيت أحسن مما هي عليه الأن.
فاليوم لا يمكن للشباب وللجمعيات أن تتحدث عن إصلاح دور الشباب من خارج دار الشباب، وأن يعمل الجميع من أجل أن تكون لدار الشباب سلطة اجتماعية، خاصة أن أدوارها مقبولة لدى جميع مكونات المجتمع، وأن يصبح دورها دورا مركزيا لتكوين الشباب.
وعلى الوزارة والمجالس المنتخبة من مجلس جهوي وإقليمي وترابي ان يساهموا في بناء دارالشباب بمواصفات حديثة على غرار باقي المدن، او على شاكلة دور الشباب بالجهة الشرقية ، وفي انتظار ذلك لماذا لا تقوم وزارة الشباب والرياضة بتخصيص اعتماد كافية لإصلاح دار الشباب الحالية والشبه موجودة او بناء دار الشباب بتقنيات عالية وبمواصفات معقولة نظرا للإهمال الذي طالها ..فهل من التفاتة وتفكير جدي لإنقاذ شباب المدينة من الانحراف والضياع والفراغ القاتل ؟؟