صباحالشرق / نورالدين ميموني
مظاهر سيئة كثيرة تثير الاستفزاز في مجتمعنا خاصة تلك المتعلقة بالمبادئ والقيم الأخلاقية و المرتبطة أيضا بعاداتنا و تقاليدنا المعروفة بالحفاظ على العرض و الشرف و المروءة وهي كلها بمثابة حصانة ورادع لكل السلوكات الدنيئة والمنحطة التي أصبح يتباهى بها البعض…إنها ظاهرة مرافقة الشباب للشابات في الحدائق و أماكن التسلية بل و تعدتها الى بعض الممارسات غير الأخلاقية التي تدفع برواد الحدائق و زائريها للتسلية و الترفيه عن النفس و التسلية إلى هجرانها .
إن أغلب الحالات التي صادفتها جريدة “صباح الشرق” في جولتها القصيرة التي قامت بها إلى « ساحة محمد السادس الجديدة ببركان (سوق بايو سابقا )» ، أين أجرينا دردشة مع بعض النساء اللائي جلبن أبناءهن للترفيه واللعب و لابد أن نشير هنا لأهمية مثل هذه الأماكن بالنسبة لأبناء الأسر المحرومة الذين يقيمون في مساكن ضيقة حيث تمثل هذه المساحات الخضراء الفضاء الوحيد للتسلية والتخفيف عن النفس.
اقتربنا من نوال سيدة في الثلاثينات من العمر رافقت أبناءها الثلاثة إلى ساحة محمد السادس الجديدة ، لأنهم مولعون بجمال هذا المكان بعد أن اعتادوا التردد عليه في عطلة نهاية الاسبوع، ففي هذا الصدد تقول : ساحة عمومية جميلة ولكن بدأت مظاهر التخريب تظهر عليها كما أنها لا تخلو من ظاهرة مشينة و تواصل حديثها، قائلة أن الأمر بلغ أن تمارس فيها سلوكيات مخلة بالحياء من طرف الشباب المراهق أمام مرأى و مسمع الجميع لدرجة أنني أصبحت أتفادى الدخول إليها قدر المستطاع لكن الأطفال، كما نعلم عندما يلحون على ذلك فلا حيلة لنا و لا نقاش في الأمر
إنتقلنا إلى السيدة فاطمة وسجلنا نفس الانطباع بشأن الظاهرة حيث صرحت لنا وهي أم لطفلين الأول عمره ست سنوات والثاني عشر سنوات ….يجبر أنه دائما للعب و التسلية في هذه الحديقة ذات الشهرة الكبيرة عند ساكنة بركان ، حيث قالت لنا أن الحديقة أصبحت، تنعدم فيها الهدوء الذي ينشده المرء، إذ أصبحت حكرا حسب قولها على فئة من الناس و كأنها فئة قدمت من كوكب آخر لا تمت للأخلاق و القيم بصلة تتردد على الحديقة العمومية للمضايقة و التحرش بالنساء اللائي يصطحبن أبناءهن الى هذه الفضاءات للترويح عن النفس، هي عينة تكشف لنا الانهيار الأخلاقي في مجتمعنا ورغم ذلك نتمنى أن يتحلى شبابنا و شاباتنا بروح المسؤولية والوعي والتمسك بالقيم والمبادئ الأخلاقية لمجتمعنا، فهي وحدها كفيلة بصد هذه السلوكيات المنحرفة و غير الأخلاقية التي يصدرها لنا الغرب عبر مختلف الفضائيات على أنها قمة الحضارة والتمدن.
وفي ظل هذه الظروف تسجل العوائل والأسر المفترض استفادتها من هذا الفضاء العام سخطها واستنكارها لما صارت عليه الأمور في الحديقة؛ ولسان حالهم يقول: “بمجرد ما نتوجه إلى الحديقة في نهاية الأسبوع من أجل الراحة والتنزه، حتى نجد ما يعكر مزاجنا ويكدر صفو راحتنا، من تلك التصرفات اللامسؤولة لأشخاص يفترض بهم أن يكونوا قدوة ومثالا حيا للآخرين وليس مصدر إزعاج للعائلات داخل هذه الأماكن”.
وهم يطالبون دائما الجهات المختصة بحماية هذه الفضاءات من عبث طالبي الشهوة وبضرورة تشديد الرقابة على المكان، حتى يستمر قبلة للعائلات المحترمة وأطفالها.