صباحالشرق / نورالدين ميموني
على إثر نهج سياسة اللامبالاة من طرف المجلس البلدي وعدم الاكتراث للمشاكل والأوضاع المزرية، التي تتخبط فيها فئة العمال العرضين بالعيون الشرقية ، في ظل غياب وتحمل المسؤولية ، رغم الحوار والوعود التي تقدم والتي بقية عالقة وبدون جدوى مع نهج سياسة الهروب الى الامام الشيء الذي انعكس سلبا على نفسية العمال العرضيين الدين اعتبروه حكرة، نظرا لظروفهم التي وصل بها السيل إلى الزبى في ظل السياسة الممنهجة، التي لم تستحضر روح المسؤولية والدليل وفي بعض الأحيان يتم تأخير مستحقاتهم .
كما يعيش الأعوان العرضيون و المياومون الذين يتقاضون أجورهم من ميزانيات الجماعات الترابية وضعا قانونيا شاذا واجتماعيا مأساويا و مشاكل كثيرة منها: الحرمان من التغطية الصحية الحرمان من التعويضات العائلية الحرمان من إمكانية الانخراط في صناديق التقاعد هزالة الأجور علما أنهم يقومون بأعمال شاقة وهامة ولا يمكن الاستغناء عنها كما أن بعضهم يشتغل في هذا الوضع لما يزيد عن 15 سنة دون انقطاع ودون الاستفادة من الإجازات والعطل .
فلا تمر مناسبة إلاّ ويطالعنا أحد المسؤولين بحديث عن التحديث والتطوير، أو يحدثنا ولو قليلاً وبخجل عن الحفاظ على القطاع العام، ودور الطبقة العاملة وبعد انتهاء المناسبة تنتهي الحكاية بانتظار مناسبة جديدة، وبين المناسبتين يجري تخريب القطاع العام وانتقاص حقوق العمال بعكس ما كان يقال..؟!.
ليس هذا فقط، إنما تظهر الاهتمامات الحقيقية والتي أصبحت شبه دائمة بالتجار والمستثمرين الوهميين ومن لفّ لفهم، ومن يتبعهم من السماسرة والفاسدين والمتنفذين الذين يحمونهم.. فتقدم لهم التسهيلات والإعفاءات والقروض الميسرة والصفقات ويسرحون ويمرحون ويعيثون فساداً، ويحققون مزيداً من الأرباح والنهب.. وكلّ ذلك على حساب الإنتاج والمنتجين من عمال وعلى حساب أجور هؤلاء وإنتاجهم، وكذلك على حساب المواطنين الفقراء ولقمة عيشهم، وعلى حساب الذين يزدادون فقراً يوماً بعد يوم جراء ارتفاع الأسعار..
وعلى سبيل المثال ما يلي :
العمال العرضيون ، وعددهم بالمئات بالعيون الشرقية ، والذين يكدحون ليلاً ونهاراً كغيرهم من العمال المثبتين وربما أكثر لأن سيف الطرد مسلط على رقابهم في أية لحظة ولأنهم معرضون لأية جائحة من القرارات الإدارية هؤلاء العمال حُرموا من العديد من المكتسبات ، وكأنهم جاؤوا من عالم آخر وكوكب آخر ولم تنبت سواعدهم تحت سماء الوطن.. حرموا من العمل الإضافي ومن الحوافز الإنتاجية والمكافآت الربعية وتعويض اللباس والضمان الصحي.. ولم يبق لهم إلاّ بقايا الراتب الهزيل بعد خدمتهم الطويلة والمستمرة .
ورغم المطالبات المستمرة والشكاوى المقدمة من العمال لمسؤوليهم ، إلاّ أنه لا حياة لمن تنادي ولو أسمعت لأسمعت حتى من به صمم!.
وقد توجه العديد منهم لـ« جريدة صباح الشرق » يعرضون حالهم ويشتكون وقلوبهم واجفة من الآتي، لأن الآتي حسب قولهم سيكون أعظم وهو حرمانهم من العمل.. وهذا ليس مستغرباً في ظلّ السياسة الاقتصادية الاجتماعية التي ينتهجها المجلس الجماعي ومن وراءه.
وهنا نتساءل: هؤلاء أليسوا عمالاً كسائر عمال الوطن؟ ومن وراء حرمانهم، ولماذا، وما هو الهدف؟! ألا يكفيهم الغلاء وارتفاع الأسعار وانخفاض قدراتهم الشرائية؟! كيف سيعيلون أطفالهم وأسرهم، ويلبون متطلباتهم من تعليم وصحة وغيرها؟! هل عليهم أن يسرقوا؟! وأخيراً.. ألا يولد ما هم فيه من أوضاع صعبة حقداً وتوتراً؟!.
يقول المثل الشعبي: ما حكّ جلدك مِثلُ ظِفرِك.. فسكان « العيون الشرقية » تعلن من منبرصباح الشرق تضامنها مع هؤلاء العمال الفقراء، وتناشد بقية الشرفاء في المجتمع والدولة للعمل على إعادة الأمور إلى نصابها، والحقوق لأصحابها وهي معاناة يدركها المسؤولون في الجماعات الترابية لكنهم عاجزون عن تجاوزها ما هي الإجراءات التي ستتخذونها لتدبير هذا الملف وتجاوز هذه الوضعية الشاذة ؟
