صباحالشرق / نورالدين ميموني
تتناسل جيوش المتسولين يوماً بعد آخر بمدينة بركان ، ومعظمهم من السورين والأفارقة والمغاربة من النساء والأطفال اتخذوا من التسول حرفة ووسيلة سهلة للحصول على المال نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع معدل الفقر في البلاد
يبدؤون يومهم بتقمص الشخصيات منذ طلوع الفجر وينتهون بعد منتصف الليل، منهم من يستعمل علب الأدوية حجة لتسوله ومنهم من يدعي إصابته بالسرطان أو مرض ما، ومنهم من يوهم المارة بأنه سوري نازح من الحرب.
يختبئ المتسولون في مدينة بركان وراء بعض الأعمال، من تنظيف زجاج السيارات وبيع المناديل الورقية أو العلكة أو الزهور، مرورا ببائعي الوصفات الطبية والأعشاب، وانتهاء باستخدام الأطفال الرضع، وفبركة قصص لاستمالة عطف المارة الذين بات أغلبهم لا يصدقهم ويحاول تجنب الوقوف أو الالتقاء بهم.
قصص متعددة ومختلفة لا تنتهي ، والهدف منها طلب الرأفة من المارة كي تمد يدك إلى جيبك وتخرج منه بعض القطع النقدية التي يحدد قيمتها عادة الشحاذ وتمنحها إياه، ليغرقك بعدها بدعوات الخير والنجاح التي تترك أثرا في نفسك، من قبيل “الله يفرجها عليك” كيما فرحتني ربي يفرحك …..
هم أناس محترفون ومتمكنين جدا يمتلكون الخبر في مجال التسول، بعدما صار التسول تجارة مربحة بالنسبة لهم لا تبور مع مرور الأيام..يستعمل الكثير منهم رأفة الناس بهم وأريحية البعض الآخر لتكديس الأموال يوما بعد يوم، أو بتغيير الأماكن والمدن أحيانا، والهدف جمع أكبر عدد من الأموال لحماية النفس من غدر الزمن ونوائب الدهر.
ينتقلون من “طي الرّجل أو الذراع أو بستعمال ملابس متسخة بشكل بارع إلى درجة يتخيل للناس أن الرجل فعلا ذو عاهة ويستحق الرحمة، إلى اكتراء أطفال ذوي إعاقات مختلفة، ثم طرق أبواب البيوت بعد ارتداء هندام محترم وطلب المعونة على أساس أن لديهم ميتا بالبيت”، كلها طرق تمثيلية كاذبة يتقمصها المتسولون بشوارع المملكة لإيهام الناس بأنهم يستحقون الصدقة.
وتتحول عملية التسول في الكثير من الحالات إلى عملية سطو وتهديد للسلامة الجسدية باستعمال السلاح الأبيض. وتفيد المتحدثة لهسبريس في هذا الصدد بأنه “لا يمكن توقع ردة فعل المتسول بالفطرة في حالة رفض منحه بعض القطع النقدية، فهو إنسان وجد أبويه يمتهنان التسول، وله القابلية لفعل أي شيء والتحول في لحظة إلى مجرم خطير”، وفق تعبيرها.
ونبه مجموعة من نشطاء المدينة بمدينة بركان للوضع المقلق الذي أصبحت تعيشه بركان بسبب وجود عدد هائل من المتسولين منهم أشخاص عنيفين تجدهم ثارة في الشوارع وتارة أخرى بين الأزقة والمقاهي وأمام المساجد في مشهد مقرف يتسولون ويضايقون المارة خصوصا الجالية المقيمة بالخارج دون رقيب ولا حسيب
وأبرزت ذات المصادر لجريدة ” صباح الشرق ” الخطورة التي قد يشكلها هؤلاء المتسوليين على المارة ، خاصة في فصل الصيف حيث يصبح فيه سلوك هؤلاء أكثر عنفا في ظل غياب أي تدخل من السلطات المحلية بالمدينة قصد تقديم العلاج الضروري لتخفيف اضطراباتهم المرضية مما زاد من إعدادهم بشكل واضح
أما المتشردين فلقد سبق لعامل إقليم بركان أن نسق مع جمعية الرحمة للإيواء بمدينة بركان قصد التكفل بالمتشردين ومدهم يد المساعدة من مأكل ومشرب ولباس واستحمام ومبيت شيئ يثلج الصدر استحسنته الساكنة على هذه البادرة الطيبة التي أقدم عليها عامل إقليم بركان على ما يزيد السنتين وأعطت نتائجها