مطرح النفايات جماعة العيون سيدي ملوك يقض مضجع الساكنة ومطالب بتدخل عامل إقليم تاوريرت لوضع حد للكارثة

صباحالشرق / نورالدين ميموني

لازال سكان دوار مغيزرات وأولاد بوناجي ولمهاية وأولاد مسعود وجزء من ساكنة بني يزناسن وحديين و ولاد سيد الشيخفي يعانون من الأضرار الصحية التي يتسبب فيها مطرح النفايات بجماعة العيون سيدي ملوك غير بعيد عن التجمعات السكنية.
وعبرت الساكنة عن استيائها الشديد من تماطل سلطات وجماعة بالمدينة في نقل المطرح بعيدا عن مساكنهم، بعد أن أصبح يشكل تهديدا خطيرا لصحتهم وصحة أبنائهم.
كما طالبت الساكنة مسؤولي المدينة بالإسراع برفع الضررعنهم وتوضيح أسباب عن عدم نقل المطرح المذكور إلى موقع أخر بعيدا عن الساكنة، وتحديد سقف زمني لهذه العملية.

وأكد أكثر من مصدر لـ صباح الشرق بأن المنطقة أضحت مهددة بوقوع كارثة بيئية خطيرة بسبب تزايد كميات النفايات المختلفة التي أخذت في الزحف بشكل فظيع لتصل إلى الطريق ، ما تسبب في انتشار روائح كريهة تزكم أنوف السكان المجاورين ومستعملي الطريق، فضلا عن غزو جحافل الحشرات المضرة المختلفة لمنازلهم ، مما خلف إصابة عدد من المواطنين ، خاصة الأطفال ، بعدة أمراض جلدية وتنفسية وأصبح نقطة سوداء ووصمة عار على جبين مسؤولي المنطقة الذين أداروا الظهر لهذا المشكل البيئي الخطير فهل يتحرك المجلس ويضع حدا لمعاناة السكان جراء هذا المطرح العشوائي لأضراره البيئية والصحية ؟

الساكنة وجهة رسالة شديدة اللهجة عبر موقع صباح الشرق ، طالبت فيها بالتدخل لرفع الضرر الذي لحق بالساكنة جراء مطرح الأزبال الذي بات يشغل بالهم ليلا نهار و تؤكد ساكنة دوار مغيزرات أولاد بوناجي ولمهاية وأولاد مسعود وجزء من ساكنة بني يزناسن وحديين و ولاد سيد الشيخفي أنه بالرغم من نداءاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمختلف المصالح المعنية ، إلا أن مطالبهم المشروعة ووجهت بالتسويف واللامبالاة، بالرغم من التلوث الذي طال الفرشة المائية بفعل تسرب المياه الناتجة عن عصارة الأزبال المفترض تراكمها بالمطرح، مما سيحول المطرح إلى كارثة بيئية بامتياز، تنضاف إلى مخلفات الغبار المنبعثة والأدخنة المتصاعدة من المطرح ، التي ظلت تجثم على نفوس المواطنين ، مخلفة العديد من الأمراض التنفسية والرئوية التي قد تلحق بهم والتي قاربت سنوات طويلة ما يقارب 5 سنوات أصبح المطرح كابوسا يوميا يؤرق بال الساكنة وهو ما يطرح أسئلة كثيرة من قبيل ما هي الحلول التي يفكر فيها المجلس الجماعي لحل هذا المشكل الذي يتحمل مسؤوليته هو وليس الساكنة البريئة ؟؟ لماذا هذه اللامبالاة التي توحي بأن الذين يهمهم الامر بالهم غير مشغول من جهة هذا المشكل وهو ما يبرر عدم طرح مشكل الازبال في دورات المجلس لما هذا الصمت الرهيب تجاه هذه القضية . أين هي وعود المجلس الجماعي بتخصيص مطرحا مشتركا مع مدينة تاوريرت

ومن أبرز المظاهر السلبية لتأثير المطرح على البيئة، نجد عملية إحراق نفاياته والتي تكون مصاحبة بتصاعد دخان محمل بعدة غازات سامة تتوجه بفعل الرياح مباشرة للساكنة كأحادي أوكسيد الكربون، أحادي أوكسيد الأزوت، ثنائي أوكسيد الكبريت… هذه الغازات السامة تساهم بشكل كبير في تزايد ظاهرة الاحتباس
كما أن مطرح النفايات بدوره يساهم في تلويث البيئة من خلال انتشار الأكياس البلاستيكية والتي تصل الى حد الأحياء المجاورة بفعل قوة الرياح والتي تؤثر على البيئة والانسان على حد سواء هذا في الوقت الذي عمل المغرب على منع بيع واستعمال هذه الأكياس الضارة.
كما يشكل هذا المطرح العشوائي خطرا على الفرشة المائية بالمناطق المحاذية له بفعل امتصاص الأرض لتلك السموم الناتجة عنه والتي تستعملها الساكنة للشرب دون معالجة.

الغطاء النباتي الغابوي لم يسلم هو الآخر من التأثيرات الناتجة عن هذا المطرح العشوائي، والذي أثر بشكل كبير على نموه المتوازن وبانتقال جريدة صباح الشرق إلى عين المكان، وجدوا مواطنين يرعون غنمهم بالمطرح المذكور، إذ تقتاة ماشيتهم على نفاياته ومخلفاته، وأغلب لحومها تتوجه للاستهلاك المباشر.

ونظرا لكون النفايات المنزلية غنية بالمواد العضوية، فذلك يساهم في تكاثر البكتيريا خاصة الضارة منها، مما يساهم في انتشار عدة أمراض تؤثر على صحة الأشخاص مسببة لهم اضطرابات كالربو مثلا، إضافة إلى عرقلة نقل الأكسجين إلى الدماغ ناهيك عن الاضطرابات التي تصيب الجهاز المناعي والعصبي وقد تتطور إلى درجة الإصابة بمرض السرطان القاتل فضلا عن حدوث تسممات غذائية ناتجة عن تلوث المياه الجوفية عن طريق تسرب مادة الليكسيفيا.

جريدة صباح الشرق زارت المطرح واستجوبت بعض السكان المجاورين له، حيث أكد أحدهم – وهو من أبناء الجالية المقيمة بالخارج- أنه دائما يسمع في وسائل الاعلام بالمغرب بالمخطط الأخضر، لكن الواقع يبين العكس، مشيرا إلى أن بعض الساكنة لازالت تستعمل المكان كمطرح للنفايات، والبعض الآخر يستغل بعض لإشعال النار به، مما يؤدي الى تصاعد دخان بفعل حرق النفايات حاملا روائح جد كريهة تزكم النفوس .

مواطن آخر أبلغ الجريدة أنه عاش أسوأ أيام حياته بهذا المكان المحاذي للمطرح، مؤكدا على أن أحد أبنائه أصيب بمرض الحساسية المفرطة من جراء تلك الروائح التي كانت ولازالت تنبعث منه شهادة أخرى استقتها الجريدة من مواطنة أكدت من خلالها أن أصحاب معاصر الزيتون وكذا مربي الدجاج لازالوا يرمون نفاياتهم بالمطرح، وفي بعض الأحيان يصل بهم الأمر إلى وضعها على حافة الطريق مضيف إلى أن معاناتهم مع المطرح لازالت مستمرة.

وأمام هذا الوضع البيئي المهدد لصحة المواطن العيوني، يطرح السؤال : هل سيبقى الحال كما هو عليه ؟ هل ستستمر معاناة ساكنة الدواوير مع هذا الوضع الذي يمكن وصفه بالكارثي؟
وحول استفسار الجريدة دوي الإختصاص عن ما إذا كان المطرح يشكل خطرا على ساكنة المدينة ، والمجاورة له بشكل عام ، حيث تبين أنه فعلا هناك خطر لا على مستوى البيئة ( الهواء – الماء – الغطاء النباتي …) ولا على المستوى الصحي للإنسان ويشكل خطرا تصل خطورته إلى أبناء الإقليم بكامله و مياه سد مشرع حمادي الذي ترتوي منه ساكنة الجهة الشرقية خير ذليل على تغير طعمه ولونه وتناشد الساكنة الجمعيات البيئية والحقوقيون ومكتب حوض ملوية ووزارة الصحة وكل المسؤولين بالتدخل العاجل والفوري لإيقاف هذه الكارثة التي ستكون تداعياتها كارثة اكبر وأهول من المطرح نفسه بانتشار الأمراض الفتاكة والأوبئة …