صباح الشرق / لحسن حنفي
عاش اجدادنا واباؤنا حياة بسيطة بكل آمالها و الامها و افراحها و احزانها . كانت حياة لا تعرف معنى للبذخ و لا للرفاهية ….لكنها كانت حياة اجتماعية بكل معانيها ، حيث سادها التآلف و التعاون و التكافل و التآزر و التراحم و التناصح ، و هي اخلاق كلها انقرضت او كادت من البلدة ….و قد كان اجدادنا و اباؤنا يصنعون معظم ما يحتاجون في حياتهم بأنفسهم انطلاقا من مكونات محيطهم الطبيعي الذي كان غنيا بكل شيء ….فكانوا يصنعون ما يلبسونه من الصوف و ما ينتعلونه من الجلد و الحلفاء و ما يفترشونه من اوبار الحيوانات ومن الحلفاء.
بذلك كان نبات الحلفاء موردا طبيعيا مهما في حياتهم اليومية…و لعل من اهم مصنوعات الحلفاء التي كانت رائجة زمن اجدادنا هي حصائر الحلفاء التي عوضتها حاليا حصائر البلاستيك و الزرابي …فبالحصائر كانت تبنى الخيام ، المسكن الوحيد آنذاك ، الذي كان يقي اجدادنا من قر فصل الشتاء و من حر فصل الصيف …
وكانت صناعة الحصير تمر بعدة مراحل طويلة و شاقة ، كانت جداتنا الصانعات يتحلمن متاعبها تحت اكراه الحاجة الماسة لها…ومن اهم هذه المراحل اذكر :
1 – الحصول على نبات الحلفاء من الجبال المجاورة للبلدة : كنت هذه العملية تتم غالبا في اواخر فصل الربيع و فصل الصيف و الخريف ، حيث تكون اوراق الحلفاء فذه الفترة ناضجة و طويلة …
2 – وضع ما تم الحصول عليه من ربطات اوراق الحلفاء في برك مائية ( اسوضض ن واري ) : يتم وضع ربطات اوراق الحلفاء في برك مائية في الوديان لمدة لا تقل عن اسبوعين الى اربعة اسابيع ، ثم بعد ذلك يتم ازالتها من الماء و تجفيفها تحت اشعة الشمس لعدة ايام ثم يتم تخزينها في مكان بعيدا عن ماء المطر …
3 – يتم دق اوراق الحلفاء المجففة فوق صخرة ملساء بواسطة اداة تصنع من جذع اشجار البلوط ( ازذوذ ) …
4 – يتم فتل اوراق الحلفاء التي تم دقها على شكل حبل رقيق (ثازرا )طويل و يتم جمعه على شكل كرة ( ثكورث نتزروين ) بطريقة محكمة لا تتقنها المرأة المحنكة في صناعة الحصير …و هذه العملية قد تستغرق اسبوعين على الاقل ….
5- يتم نسج الحبل الرقيق المحصل عليه بطريقة مهنية بين منوالين ، ثم يتم وضع المنوالين بشكل افقي احدهما على الارض و الاخر معلق مقابله و بينهما الحبل المنسوج عموديا ( ازطا )…
6- يتم النسج بين الاح