صباح الشرق / ز ناجي / ن ميموني / ح قاسمي
يقف الزائر لوادي “أميه الجديد” بمدينة العيون سيدي ملوك، متأملا حجم التلوث الذي لحق به بسبب مخلفات معامل الزيتون، التي يتم التخلص منها مباشرة بدون أية معالجة، ناهيك عن الأوساخ و النفايات و مخلفات مواد البناء التي تؤثث جنباته من الضفتين .
للتاريخ.. مياه عذبة و فضاء للتنزه و الاستجمام في خبر كان ؟ !!
“يا حسراه على وادي أميه الجديد.. التلوث قضى على كل شيء” هكذا علق سعيد ، أحد سكان حي الحرية القريب من الوادي على وضعيته الكارثية حاليا ، مضيفا بنوع من الحسرة ، “جيل السبعينيات و الثمانينيات يتذكر جيدا كيف كان الوادي فضاءا للتنزه و الاستجمام تقصده العشرات من الأسر العيونية من أجل ( غسل الأفرشة و الصوف ) و الترويح عن النفس وسط الطبيعة الخلابة” ، مسترسلا في حديثه ، “كلنا تعلمنا السباحة في الوادي وسط البرك المائية النقية و المياه العذبة التي كانت تؤثث الفضاء” ، متذكرا كيف كان الشباب و الأطفال يتباهون بقطع نفق “المسكونة” المظلم .
تلوث على كل المستويات
يؤكد الكثير من المتتبعين و المهتمين ، أن الوادي يعاني من تلوث ينذر بكارثة بيئية و صار يهدد الفرشة المائية ، إضافة إلى تعرضه بشكل مستمر للعديد من الملوثات ومنها رمي كميات كبيرة من مخلفات معامل الزيتون السامة و مياه الصرف الصحي مباشرة دون معالجتها، إلى جانب النفايات المنزلية و الصناعية و مخلفات مذابح الدجاج …
كل هذه الملوثات بحسب السكان المجاورين للوادي ، تعمل على توفير بيئة مناخية ملائمة لانتشار الأمراض و الأوبئة، مشيرين إلى أن هناك الكثير من الإصابات بأمراض جلدية بدأت تبرز على أجساد شباب و أطفال ساقهم الحر ذات صيف إلى استراق لحظة”استجمام”
بؤرة بيئية في عنق المسؤولين والمنتخبين..
يُجمع العديد من أبناء المدينة أن وادي “أميه الجديد” يعاني من إهمال الجهات المعنية التي لا توليه أي اهتمام بحسبهم للمجال البيئي .. فلا وجود لأية حملات تحسيسية للحد من رمي الأوساخ في الوادي مباشرة ، و لا وجود لأية إرادة حقيقية من أجل منع أصحاب معامل الزيتون من رمي مخلفات معاصرهم السامة في الوادي ، سيما و أنه يعد أحد روافد نهر ملوية المصدر الأساسي لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب.
“الملوثات دمرت الجزء الأكبر من الوادي الذي أصبح نقطة سوداء، و عبارة عن مجاري لتصريف سموم معامل الزيتون،و مطرحا عشوائيا للنفايات الصلبة،، علق عليه أحد الفاعلين الجمعويين بكثير من الحسرة قائلا : ” الوادي وادينا، كان قبل سنين قلائل ملتقى للعائلات و الأحبة لكن الحال تغير الآن” داعيا إلى ضرورة تكاثف جهود جميع المتدخلين من أجل وقف الكارثة البيئية التي تقترفها أيادي معامل الزيتون و إعادة الروح للوادي.