صباح الشرق
في ظل تفاقم الأوضاع الصحية بالجهة الشرقية على غرار باقي جهات المملكة الناتج عن الانتشار الواسع للفيروس اللعين كوفيد 19، الذي لم يعد يستثني أحدا كبيرا أو صغيرا ونظرا لما تعيشه الجهة ككل من هشاشة وتداعيات اقتصادية أخلت بكل الموازين، طفى على السطح نشاط تجاري عرف رواجا ملموسا في الآونة الأخيرة ألا وهو الطب البديل. ومما لا شك فيه أن هذا المجال يعد موروثا ثقافيا وعرفيا لدى سائر المغاربة منذ القدم إلا أنه في الوقت الراهن أصبح يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين لما يشوبه من اختلالات وعشوائية في إعداد وصفات طبية لا تستند إلى أي معيار علمي ولا قانوني ولا تتوفر على أدنى شروط السلامة الصحية بل الهم الوحيد لمزاولته هو الربح السريع ولو على حساب جيوب الضعفاء والفقراء والمساكين.
وهنا نشيد بدور السلطات المحلية كل حسب تخصصه بما قامت به من تدخلات في الآونة الاخيرة إثر مداهمتها لبعض الشركات و الوحدات الصناعية و المحلات التجارية المتخصصة في هذا النشاط و استطاعت أن تضع حدا لعبثهم و استهتارهم بصحة المواطنين وإغلاق مقرات شركاتهم و محلاتهم التجارية و عرضهم على أنظار العدالة لمحاسبتهم، لكن بالجهة المقابلة نعرب عن تحفظنا وعدم رضانا الشديد لما شاب هذه العملية من انتقائية و ميز إن صح التعبير، إذ تمت مداهمة شركات ومحلات تجارية و استثناء أخرى مجاورة بل في بعض الأحيان مقابلة و لا تبتعد عنها إلا بأمتار معدودة، رغم أنها تزاول نفس النشاط و تتاجر في نفس المواد و الأدوية و بدون ترخيص أيضا من السلطات المختصة، بل أصحاب هاته المحلات التجارية التي لم يطلها التدخل و المداهمة هم سباقون في هذا المجال بالجهة الشرقية ومتخصصون في صنع الأدوية والمواد الصيدلانية و الوصفات الطبية بدون ترخيص و دون مراعاة أدنى شروط السلامة الصحية. للإشارة، فالبعض منهم متسترون ويختبؤون وراء حصولهم على رخصة ONSA لاستخلاص بعض الزيوت الطبيعية فقط (اللوز-أركان – سمسم) وليس من أجل مزاولة الطب والصيدلة بدون سند علمي ..