صباح الشرق
احتفل المغرب ودول العالم، لأول مرة، باليوم العالمي لشجرة الأركان، بعد أن أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، مشروع القرار الذي قُدّم بمبادرة من المغرب، والذي يقضي بجعل العاشر من مايو يوما عالميا لشجرة الأركان.
وبهذه المناسبة، خلدت جامعة محمد الأول بوجدة هذا الحدث المتميز في المجال الفلاحي. حيث قام معاذ الجامعي والي جهة الشرق – عامل عمالة وجدة، يوم الاثنين رفقة رئيس جامعة محمد الأول الأستاذ ياسين زغلول، بغرس شجرة نموذجية بمقر الجامعة. وذلك بحضور نائبي الرئيس وعمداء الكليات ومدير الأكاديمية الجهوية وبعض الأساتذة الباحثين. وفي سياق متصل بالاحتفال العالمي بشجرة الأركان، زار الوفد الرسمي رواق المعرض الذي أقيم بكلية العلوم بوجدة. وبنفس المناسبة تم إطلاق عملية غرس 3000 شتلة أركانة بمنطقة الشويحية بإقليم بركان، بحضور رئيس جامعة محمد الأول. وساهم طلبة الجامعة الباحثين في عملية الغرس، وبمشاركة شرفية وفعلية لرؤساء المؤسسات الجامعية، ورؤساء المصالح الخارجية، والعديد من الشخصيات الوازنة. وتم تسليم الباقي للمياه والغابات لاستكمال عمليات الغرس.
ومن باب التذكير لم يكن مشتل شجرة الأركان هذا وليد الأمس، بل له مسار طويل يقارب 20 سنة من العمل الدؤوب، والبحث المسترسل والتتبع العلمي. وذلك تحت إشراف فريق من الخبراء والأساتذة الباحثين في هذا المجال، مكون من السادة الدكاترة عبد الباسط بريشي نورالدين كودان وبوكروت، يواكبهم فريق من الطلبة الباحثين. عملوا كلهم على تطوير النظم المتعلقة بهذا الشجرة الثمينة، وتطويرها والسهر على تتبع تأقلمها في جهة الشرق. بهدف رفع تحدي إنتاج 60000 شجرة في أفق سنة 2023 بالمشتل اليانع لكلية العلوم بوجدة.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتم فيها عملية التشجير هذه، وإن كانت تزامنت هذه المرة مع الاحتفالات باليوم العالمي لشجرة الأركان. إذ سبقتها عملية توزيع 3000 شجرة في وقت سابق. ولا تنحصر أبعاد عملية التشجير هذه في الطابع الاحتفالي وفي التنويه بعمل الفريق الساهر على شجرة الأركان، بل تدخل المبادرة في إطار انخراط جامعة محمد الأول بوجدة، في الأوراش التنموية الكبرى وانفتاحها على محيطها السوسيواقتصادي. وكذا مساهمتها في التنمية، حيث تعد هذه المبادرة كفيلة بتسليط الضوء على البعد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي اللامادي، لشجرة الأركان ومحيطها الحيوي. وكذلك سبل التعاون الدولي في هذا القطاع دون أن نغفل التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء في المغرب وعبر العالم بفضل هذه الشجرة المباركة.
ويعد هذا الاحتفال، على الصعيدين الوطني والدولي، باليوم العالمي لشجرة الأركان، اعترافا دوليا بجهود المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس، لحماية وتثمين هذه الشجرة، وللإشارة فإن شجرة الأركان تعد شجرة نادرة عالميا وهي تنتشر في غرب-جنوب المملكة، وتضطلع بدور رئيسي في حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على توازن الطبيعة ومكافحة تغير المناخ.