صباح الشرق / زكرياء ناجي
لا شك ان الموقع الجغرافي المتميز لمدينة العيون سيدي ملوك وتوفر المنطقة على العديد من الأودية والعيون المائية جعلها قبلة للتواجد البشري منذ القدم
كما أن مرور طريقين قديمين جدا بالقرب من المدينة جعلها تحضى باهمية بالغة لدى كل الشعوب و الممالك السابقة و ذلك حرصا منهم على سلامة طرق التجارة و الامدادات القديمة .
الطريق الأول وهو طريق محج السلطان وهو الطريق الذي كان يربط مدينة فاس بمدينة تلمسان مرورا بمدينة العيون سيدي ملوك حيث كانت تنتقل القوافل التجارية عبره بالإضافة لقوافل الحجيج والمسافرين ومازال لحد اليوم واضح المعالم.
الطريق الثاني والذي لا يعرفه العديد من أبناء وبنات المدينة هو طريق محج “لحصاير” وهو قديم عن طريق محج السلطان ويمر جنوب مدينة العيون سيدي ملوك بحوالي 8 كيلومترات وكان يربط مدينة تلمسان بمدينة سجلماسة مرورا بمدينة دبدو
هذا الطريق يعتبر حاليا حدا بين أراضي قبيلة حديين وقبيلتي أولاد سيدي الشيخ والاغواط، و تتواجد على مشارف هذا الطريق العديد من المدافن الوثنية القديمة جدا يطلق عليها سكان المنطقة اسم “كركور” مثل كركور ليهودي و كركور الجاهل وغيرها وهي كومة كبيرة من الأحجار قد تصل إلى قطر أكثر من ستة أمتار ، حيث كان هذا النمط من الدفن منتشرا عند الحضارات الغابرة.
وبحسب بعض المعطيات التي استقيناها من شيوخ المنطقة فإن هذه هذه الطريق سميت بهذه التسمية “محج لحصاير” لأن اليهود الذين كانوا يقطنون بمدينة دبدو كانوا يتقنون غزل ونسج الحصير والزرابي وكانوا ينتقلون دائما عبر هذه الطريق في إتجاه مدينة تلمسان لتسويق منتجاتهم .