صباح الشرق / زكرياء ناجي
للمرة الثانية على التوالي ، فازت ابنة مدينة العيون سيدي ملوك ، الأستاذة الجامعية صليحة حاجي بمقعد في مجلس جهة الشرق عن حزب الأصالة و المعاصرة بعد احتلال حزبها للمرتبة الثانية في الانتخابات الجهوية بإقليم تاوريرت ، لتكون بذلك الممثلة الوحيدة لمدينة العيون الشرقية بمجلس الجهة بعد خسارة محمد الحر مرشح حزب الحركة الشعبية بحوالي 40 صوت فقط عن منافسه الاستقلالي .
و تعتبر الأستاذة صليحة حاجي من كوادر حزب الاستقلال بإقليم تاوريرت ، إذ سبق لها أن فازت بمقعد في مجلس جهة الشرق بألوان الميزان ، قبل أن تضطر هذه المرة إلى تغيير لونها الحزبي و دخول غمار المنافسة الانتخابية بألوان حزب الأصالة و المعاصرة ، و ذلك بسبب الطريقة “الارتجالية” التي اعتمدها حزب الاستقلال بإقليم تاوريرت في توزيع التزكيات بعيدا كل البعد عن المعايير المعمول بها في هذا المجال ، و هو ما يتضح من خلال النتائج المخيبة للآمال التي حصل عليها إقليميا ، أهمها خسارته للمقعد البرلماني بفارق كبير عن منافسيه و كذا انخفاض تمثيليته على مستوى العديد من البلديات و الجماعات القروية.
وفي هذا السياق، يرى العديد من المتتبعين أن سبب حصول الحزب على هذه النتائج الهزيلة بإقليم تاوريرت يرجع بالأساس إلى الخلافات التي سادت بين بعض منتسبي الحزب حول التزكيات خصوصا المتعلقة بالجهة ووكلاء اللوائح و الترتيب ، و هو ما طرح أكثر من تساؤل حول الطريقة التي تمت من خلالها إدارة هذا الملف من طرف منسقي الحزب إقليميا و جهويا ، ناهيك عن الحصيلة المتواضعة جدا للبرلماني السابق إدريس جدي و إخلاله بالتعهدات التي قطعها على نفسه تجاه مواطني الإقليم ، و هو الذي تنكر لمدينة العيون سيدي ملوك و الجماعات المحيطة بها ، حتى بات رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمدينة يطالبون بإدراج إسمه في برنامج “مختفون” التلفزيوني .
كل هذه الأمور و غيرها ، جعلت العديد من الاستقلاليين بالإقليم يتحسرون على فقدانهم للعديد من الكفاءات و الوجوه السياسية المعروفة خصوصا أولئك الذين من شأنهم إحداث الفارق ، في وقت تسعى فيه جاهدة مختلف الأحزاب السياسية لاحتضان مثل هذه النماذج