موسم جني الزيتون بالعيون سيدي ملوك .. جودة تعدت شهرتها الحدود و قلة التساقطات الهاجس الأكبر

Noureddine Mimouni
2021-10-26T11:19:32+00:00
أجناس كبرىالعيون الشرقية
22 أكتوبر 2021

zitoun el aioun - www.sabahachark.com

صباح الشرق
زكرياء ناجي / نور الدين ميموني

يعتبر موسم جني الزيتون بدائرة العيون سيدي ملوك من أهم المواسم الفلاحية بالمنطقة ، لأنه يحرك عجلة الاقتصاد في البوادي و الأرياف ، ويوفر لقمة عيش مؤقتة لعدد كبير من الشبان و الشابات الذين تدفعهم ظروف الحياة القاسية في ضل جائحة كورونا على العمل بالحقول قصد توفير لقمة العيش ، و هي مناسبة أيضا للفلاحين من أجل تعويض نفقاتهم و سداد ديونهم استعداد للموسم الفلاحي القادم .

جفاف الآبار و قلة التساقطات الهاجس الأكبر بالنسبة للفلاحين

تقدر المساحة الإجمالية المغروسة بأشجار الزيتون على مستوى 03 جماعات قروية تابعة لدائرة العيون سيدي ملوك و هي ( جماعة عين الحجر ، مشرع حمادي و تانشرفي ) بأكثر من 4000 هكتار بإنتاج متوسط يقدر بحوالي أربعة أطنان من الزيتون في الهكتار الواحد ، و هي نسبة عرفت انخفاضا ملموسا هذه السنة بسبب قلة التساقطات و جفاف العشرات من الآبار التي يستخدمها فلاحو المنطقة في عملية السقي .
يقول محمد (فلاح بمنطقة أميه الجديد ) ، إن محصول الزيتون والزيت لهذا العام تراجع مقارنة بالموسمين الماضيين، و ذلك بسبب النقص الحاد في الموارد المائية، و موجة الحر الشديدة التي ضربت المنطقة في شهر غشت الماضي و التي أدت إلى جفاف العديد من الآبار السقوية ، الأمر الذي انعكس على الإنتاج و دفع العديد من الفلاحين إلى حفر أبار جديدة أو الاستعانة بصهاريج المياه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
وبحسب توضيحات فلاح آخر من منطقة “الشرايع” فإن شجرة الزيتون معروفة بخضوعها للتناوب الفصلي ، ما يؤدي إلى وفرة الإنتاج في موسم وتراجعه في الموسم الموالي ، مضيفا أنه إلى جانب الجفاف و قلة التساقطات ، هنالك أمور أخرى تؤثر في الإنتاج من قبيل استعمال العصي أو المشط البلاستيكي لقطف حبات الزيتون الشيء الذي يضر بالأغصان ، فضلا عن عدم تدخل الفلاحين لصيانة الأشجار على مستوى التشذيب و التسميد .. ، ناهيك عن ما يشهده سوق الزيتون والزيت من مضاربة و احتكار جرّاء تحكم الوسطاء وتجار الجملة و أصحاب المعامل في الأسعار ، وهو ما يعني خسائر للفلاحين .

جودة تعدت شهرتها حدود الجهة الشرقية و الوطن

يتميز زيت الزيتون بدائرة العيون سيدي ملوك التابعة لإقليم تاوريرت ، بمذاقه وجودته الفريدة من نوعها، و هو ما يعطيه نكهة خاصة، تجعله مميزا عن غيره ، خصوصا الزيوت المنتجة من الضيعات الفلاحية بكل من ( أميه الجديد ، إرسان ، الشرايع ، مشرع حمادي ، أنكاد ، لمكليخة ، عمدنات … ) ، و التي تعدت شهرتها حدود الوطن و صنّفت من بين أحسن الزيوت جودة عالميا بعدما حصلت على جوائز وطنية و دولية في العديد من المعارض ، و ذلك نتيجة انخفاض نسبة الحموضة بها وانعدامها تماما في بعض المنتجات ، وهذا بشهادة خبراء و مختصين .
ولعل ما جعل المنطقة تتمتع بهذه السمعة الطيبة ، هو طبيعة مناخها وتضاريسها ذات التربة الخصبة الملائمة لأشجار الزيتون ، بالإضافة لجودة المياه المستعملة في عمليات السقي ، ناهيك عن اقتناع الفلاحين بضرورة استعمال التقنيات و الطرق الحديثة في تعاملهم مع أشجار الزيتون ( السقي الموضعي ، معالجة الإمراض و الطفيليات ، التسميد ، التشديب ،… )
كل هذه الخصائص والمميزات جعلت زيت الزيتون بمدينة العيون سيدي ملوك و النواحي مطلوبا لدى المستهلكين من داخل و خارج أرض الوطن ، حيث توجه كميات كبيرة منه لمدن الجهة الشرقية ( وجدة ، بركان ، الناظور ، جرادة ، الحسيمة … ) ، فيما كميات أخرى تعبر المتوسط في طريقها لأفراد الجالية المغربية بالدول الأوروبية

zitoun el aioun01 - www.sabahachark.com

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.