صباح الشرق
بعد أقل من 48 ساعة على المقال السابق لجريدة “صباح الشرق” بعنوان هل سيتدخل عامل إقليم تاوريرت لتحريك مسطرة العزل في حق مستشارين بجماعة عين الحجر بسبب تنافي المصالح ؟ ، والذي سلط الضوء على بعض أوجه استغلال النفوذ من طرف هؤلاء المستشارين ، تتمثل أساسا في تمكين الجمعية التي ينتمون إليها ( الجمعية الخيرية الاسلامية دار الطالب بعين الحجر ) من الاستفادة من إمتيازات و منح مالية و عقد شراكات مع المجلس الجماعي الذي هم أعضاء به ، على اعتبار أن الأمر مخالف للقانون و أحد أوجه تنافي المصالح الذي يستوجب التعرض و تطبيق مسطرة العزل طبقا لمقتضيات المادة 64 من القانون التنظيمي للجماعات .
علمت جريدة “صباح الشرق”، أن بعض هؤلاء المستشارين قاموا صباح اليوم الاثنين 28 مارس 2022 ، بتقديم استقالتهم من المكتب المسير للجمعية الخيرية الإسلامية دار الطالب ، في محاولة يائسة و مفضوحة منهم على ما يبدو لإصلاح ما يمكن إصلاحه و الخروج من هذه الورطة التي باتت تهدد مستقبلهم السياسي بأقل الخسائر ، سيما و أن القضية أصبحت تستأثر باهتمام و تتبع من طرف جل النشطاء و الفعاليات بالمنطقة .
و لعل السؤال الذي بات يطرحه الجميع حاليا ، كيف لمستشارين حولوا دار الطالب لضيعة خاصة بهم طيلة السنين الماضية ، و تفننوا في الكولسة و تنظيم جموع عامة “حسي مسي” بمنخرطين يتم انتقاءهم على المقاس .. يقومون اليوم بتقديم استقالتهم من الجمعية بهذه البساطة ؟؟ ، خصوصا إدا علمنا أنه مرت أقل من خمسة أشهر على أخر جمع عام للجمعية ، لم يتم الإعلان عنه للعموم كالعادة ، و تم خلاله أعادة انتخاب أنفسهم على رأس المكتب المسير للجمعية ، في ما يشبه “ولادة قيصرية” تفاصيلها موغلة في التشوه الخلقي .
و إدا كانت القوانين ذات الصلة بجمعيات المجتمع المدني تفرض على المكتب المسير لجمعية دار الطالب فتح باب الانخراط ، و الإخبار المسبق وتحديد الآجال باعتبار أن الشأن الجمعوي شأن عام ولا يحق لأي كان احتكاره بمسوغ مهزوز وعذر واهن هو الانخراط ، فإن فلسفة المشرع في هذا الباب ترتكز بالأساس على تجديد النخب ، وفتح الباب على مصراعيه لطاقات جديدة لتحمل المسؤولية ليتجدد العطاء ،وترتفع المردودية ، ويستفيد بالتالي تلاميذ المؤسسة وتتحسن ظروف إيوائهم .
عموما ، الأيام القادمة أكيد ستكون حبلى بالمستجدات المتعلقة بهذه القضية التي بدأت تكبر يوما بعد يوم ، لتسقط القناع على بعض هؤلاء المستشارين الذين ما فتئوا يتبجحون بخدمة الصالح العام و تنمية الجماعة … و للحديث بقية .
