صباح الشرق / ن ميموني / ح قاسمي
الصغيرة إلهام التي في خاطر والديها،و في قلوب من بلغته قصتها،مثل باقي أقرانها من أطفال الدوار،لم تكن تتوقع أنها لن تعود مساء الأربعاء للاحتماء بجدران منزلها البسيط،بلعثامنة سيدي بلعباس،و هي المعتادة على الارتماء في حضن والديها لتسرق لحظات دفء تنسيها برد الصباح،و غربة المدرسة،كلما أبكرت بعد الفجر،متأبطة محفظتها،لقطع أربعة كيلومترات وسط الغابة،و الخوف يسكن قلبها و قدميها،قبل أن تلحق بحافلة النقل المدرسي،بطريق سيدي ميمون،التي خذلتها بعد يوم متعب بالمدرسة،فلم يكتب لها أن تعود إلى فراشها، و إن قاومت وحيدة المطر و السيول، في رحلة العودة لأربعة كيلومترات أخرى، مشيا على الأقدام،قبل أن يسرقها مجرى وادي اعميرة،و هي على مشارف بيتها،ليرسو بجسدها الصغير ب “لزكار” على مسافة 12 كيلومتر،تاركة محفظتها عند الشجرة،شاهدة على الحرمان و معاناتها وحيدة في العبور هربا من السيول الجارفة،و كأنها تشكو أولي الأمر من المسؤولين،و تتحسر على حافلة النقل المدرسي التي لا تأخذها من البيت إلى المدرسة و تعيدها إلى والديها سالمة، فقد كان صعبا أن يتحمل قلبها الصغير،مثل بقية الأطفال،كل يوم، هول العبور وسط الغابة،و علامات الحسرة على طريق أجهضتها الحسابات الانتخابية،كما حرارة واجب شهري للحافلة الصفراء، تذبل له عيون الآباء،و نشرة برتقالية للأرصاد الجوية،لم تحرك مسؤولين و لو لإنذار الساكنة بخطر الأمطار و سيول الأودية.
و لأن المعانات لا تنتهي،أعادت الواقعة لم آباء و أولياء التلاميذ بدواري بوعمارة و سيدي بلعباس، في وقفة تضامنية على مشارف سوق بوعمارة،صباح الخميس 31 مارس 2022، كشف فيها المحتجون عن حيثيات وفاة التلميذة إلهام،مطالبين برحيل مدير المدرسة الجماعاتية أنوال،كشرط لعودة أبنائهم للدراسة، و التعجيل بتهيئة طريق سيدي بلعباس،مع فتح تحقيق في اختلالات تدبير مرفق النقل المدرسي،حتى لا تتكرر المأساة و تصير وسمة عار في جبين المجلس الجماعي لمشرع حمادي.
جريدة “صباح الشرق” كعادتها انتقلت إلى منطقة سيدي بلعباس،بالرغم من صعوبة المسالك،للبحث عن تفاصيل وفاة التلميذة إلهام، التي جرفتها السيول مساء الأربعاء 30 مارس، و لتفتح ميكروفونها للمتضررين للحديث عن معاناتهم مع المسالك الطرقية،و عن اختلالات تدبير مرفق النقل المدرسي،و رفع تظلمهم من تدخلات مدير المدرسة الجماعاتية أنوال، التي قالوا أنها مجحفة في حقهم و في حق أبنائهم، ولا ترقى للمستوى المطلوب.
ممثل السلطة المحلية الذي حضر الوقفة مرفوقا برئيس الجماعة، وعد المحتجين بالجلوس إلى طاولة الحوار من أجل إيجاد مخرجات للمشاكل العالقة،بعد إتمام مراسيم دفن الصغيرة إلهام بمقبرة الدوار.