صباح الشرق
من الأقوال المأثورة، والمنسوبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال:” لو عثرت بغلة في العراق،لخفت أن يسألني الله عنها : لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر ” ؟!.
سياق الحديث يجرنا، للوقوف عند المعاناة الكبيرة التي يعيشها المواطن البركاني جراء انتشار كثرة الحفر التي تتحول مع سقوط أمطار الخير إلى برك مائية مليئة بالأوحال تهدد الراجلين، بعد مرور سائق سيارة متهور،كما أنه في فصل الصيف تصبح منتجة للغبار المتطاير.
جريدة “صباح الشرق “قامت بجولة زارت خلالها عدة شوارع بالمدينة، التي ظهر من خلالها أن آلتها الحسابية عجزت عن إحصاء الحفر التي تنتشر بأزقتها.
الجولة كشفت أيضا عن مفارقة صارخة، تتجلى في كون عاصمة البرتقال تحولت بين ليلة وضحاها إلى عاصمة “النخيل”.
فأغلب السكان متذمرون من وضعية الطرقات الداخلية في الأحياء وانتشار الحفر بها؛ وهو ما أثار غضب الكثير من الساكنة.
فمرورا بشارع محمد الخامس ومنه إلى شارع الأزهر بحي المجد قرب قاعة مولاي الحسن،و العبور بشارع الاستقلال بالقرب من مدرسة الإمام الشاطبي بحي بوهديلة وصولا إلى شارع فلسطين بالودادية ومنه لشارع طريق ورطاس ،تجد المواطن المغلوب على أمره يتيه وسط دوامة من البؤر التي تهدد حياته نتيجة المتاعب الناجمة عن اهتراء الإسفلت، مما يزيد من صعوبة المرور عبره بسبب عمق الحفر”.
“إن كثرة الحفر تجعل مستعملي الدارجات بنوعيها لا يحترمون قانون السير، لأن سائقها يخرق القانون ليتجنب الوقوع في الحفر”، بالإضافة إلى صفقات “الرومبوانات” التي سبّبت جدلا كبيرا،علق عليها أحد الظرفاء قائلا “بين رومبوان ورومبوان كاين رومبوان”…هذه ” الرومبوات ” تم إنجازها بطريقة عشوائية لا تراعي انسيابية حركة السيارات على مستواها وخصوصا تلك المنجزة خلال السنين الأخيرة،منها “الرومبوانات” المتواجدة بالشارع الرئيسي محمد الخامس بالأخص المتواجدة بالقرب من ثانوية الليمون التي فضحت عشوائية إنجازها.. بالإضافة إلى إهدار المال العام في مشاريع غرس النخيل،الذي لا يعمر طويلا بمدينة بركان لكون تربته لا تتلاءم مع هذا النوع من الأشجار، وكان من المفروض إشراك الساكنة في تحديد الحاجيات و توظيف تلك الاعتمادات في برامج ذات الأولوية. ”.
إن إصلاح الشوارع المتضررة من كثرة الحفر تندرج ضمن مهام المسؤولين بمدينة بركان ؛ لكن مع عبث التسيير يظل الباب مفتوحا على مصراعيه من أجل البحث عن رجال لمدينتي،المدينة التي تم تغييبها في ظروف صعبة وأصبحت شوارعها ترتدي لباسا بقاذورات الأزبال، وعين طرقها غائرة ومحفرة، لونها برتقالي… ترى هل ستحافظون على لون وجهها… لتظل مرآة ترون من خلالها وجوهكم التي تحتاج إلى ماكياج مسؤول…
ألم يقل عبد الرحمان المجدوب يوما في حق مدينة بركان: ” بركان يا بركان… بركان طاجينو حامي… بالصهد يطيرو شقوفو… اللي كذب كلام المجدوب… يحييه الله حتى يشوفو… تخلطات ومابغات تصفى… واطلع حزنها فوق ماها… ناس علي غير مرتبة… ناس هوما أسباب جلاها… ريوس على غير مرتبة… ريوس هوما سباب خلاها…”.
إن موضوعنا يقتضي البحث عن مسؤولي مدينتي الغائبين والمغيبين والمتغيبين ومنهم من يوجد في حالة غيبوبة.. إننا نبحث عن هؤلاء المسؤولين الذي يسيرون الإقليم لفك العزلة عن مدينة بركان المنكوبة إلى حد الضجر… بعد أن أغرقوها في وحل اللا مسؤولية وتعرضها للنهب والسطو والتفنن في اغتيالها بشتى الوسائل سمعية كانت أو بصرية؟
إنها حرب علنية تساهم كل الجهات في قتل ما تبقى في مدينة بركان من حياة،
ولم يتركوا وراءهم إلا بقايا مستنقع لتماسيح تغتال فينا البسمة على الشفاه، وتغرق المدينة في حمامات من قمامات الأوساخ والأزبال…
فحينما نقرأ كف المدينة، لا بد أن نقرأ الفنجان الأسود للمسؤولين الذي يسيرون دهاليزها.
إذن في ظل هذه الوضعية المزرية، لا بد من الاستنجاد برجال المنطقة، لمد جسور جديدة للتواصل بعيدا عن كل رؤية إقليمية ضيقة أو شوفينية قاتلة…
للموضوع بقية..!!