صباح الشرق / حنافي لحسن
قال الله تعالى : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض. خليفة ، قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك . قال إني اعلم ما لا تعلمون .) آية 30 سورة البقرة .
و قال تعالى في سورة الروم : (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )….
انطلاقا من الايتين الكريمتين يتضح ان صفة المفسد قد لا تفارق الكائن البشري داخل منظومته الكونية و خاصة داخل كوكبه الارض …فما أصاب هذا الكوكب من اختلالات في نواميسه المادية الملموسة و آثارها على كل مكوناته الحية و غير الحية ، راجع في الدرجة الاولى الى هذا الكائن المخرب الجشع و المدمر لحياته …..فالله عندما خلق مكونات هذا الكوكب ، وضع فيه نواميس و قوانين محكمة للسير العلائقي الآلي بين هذه المكونات و أي اختلال في احداها ، حتما سيؤدي الى انهيار كل المكونات المترابطة فيما بينها …….وكمثال على افساد الانسان لكوكبه ، اشير الى دراسة احصائية مفادها انه ابتداء من سنة 1960 الى الآن أضيف الى الجو 180بليون طن من ثنائي اوكسيد الكربون ( CO²)، ناتج عن النشاط البشري الملوث غير المعقلن ، حيث زادت نسبة CO² في الغلاف الجوي ب 31% و قد ادى ذلك الى عدة اختلالات بيئية و مناخية كانت وبالا على الجنس البشري و كذلك على مختلف الكائنات الحية و غير الحية ……و لعل اهمها ارتفاع درجة الحرارة فوق الارض بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري …و سيادة ظاهرة الجفاف التي غطت معظم انحاء العالم …و تساقط الامطار الحمضية التي تؤثر سلبا على النباتات و الصخور …
و غير ذلك من السلوكات الانسانية اللامسؤولة التي سلبياتها على البيئة اكثر من مدمرة ….
….لكن هناك دائما فئة تدمر و فئة تدفع الثمن …فأغنياء الكوكب يلوثون و فقراؤه يعانون من آثار التلوث ….فصناعة الاغنياء تصدر الغازات الى الجو و فقراء الارض يرزحون تحت الجفاف و يكتوون بلفحات الشمس الحارقة التي اضحت اقرب الى رؤوسهم طوال السنوات العجاف…..
فمتى يتوقف قطار الفساد و الافساد فوق الارض ؟؟؟
متى يعود المفسد الى رشده و تسترجع الطبيعة عذريتها و تتعافى ؟…ام هذا مصيرنا بلا رجعة !!!!!