انخفاض منسوب الآبار بـالمغرب بحوالي 7 أمتار بسبب الجفاف و استنزاف المياه الجوفية

daoudi
2022-10-02T15:06:46+00:00
الوطنية
18 سبتمبر 2022

Agriculture eau - www.sabahachark.com

صباح الشرق

تراجع كبير شهدته المياه الجوفية في المغرب خلال السنوات الأخيرة نتيجة استغلالها بشكل مفرط، في وقت تعرف فيه المملكة أكبر عجز على مستوى الواردات المائية خلال القرن الأخير.
وتفيد معطيات رسمية صادرة عن وزارة التجهيز والماء بأن الاستغلال المفرط للفرشة المائية أدى إلى انخفاض مستوى الماء في الآبار بما بين ثلاثة وسبعة أمتار خلال السنة الحالية.
وينطوي تراجع الفرشة المائية على خطر كبير، على اعتبار أن السياسة التي يعتمدها المغرب في تدبير الماء، تقوم على توفير المياه الجوفية وتفادي استغلالها إلا عند تراجع الموارد المائية السطحية بشكل كبير، ما يعني أن تراجعها يعكس ارتفاع خطورة الإجهاد المائي الذي وصلت إليه البلاد.

وبحسب المعطيات التي قدمها مولاي إدريس حسناوي، مكلف بمهمة بمديرية البحث والتخطيط المائي بوزارة التجهيز والماء، فإن المغرب سجل خلال السنة الجارية أقل واردات مائية خلال القرن الأخير.
ولم تتعدّ الواردات المائية للمملكة خلال السنة الجارية 1.98 مليار متر مكعب، بانخفاض وصل إلى ناقص 85 في المئة مقارنة بالمعدل السنوي، في حين إن أقل واردات مائية كانت في حدود ملياري متر مكعب، وسُجلت خلال ثلاثينات القرن الماضي.
وأفاد مولاي إدريس حسناوي، في عرض قدمه خلال لقاء تشاوري مع كفاءات مغاربة العالم والخبراء في مجالات المياه والتغيرات المناخية حول “الحكامة الجيدة في تدبير الموارد المائية”، نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج، بأن الموارد المائية للسنة الحالية “متواضعة”.

وعلى الرغم من أن السنة الفارطة كانت “سنة فلاحية”، حيث سجلت محصولا فلاحيا مرتفعا، إلا أن الموارد المائية لم تعرف تحسنا مهما، نظرا إلى كون التساقطات المطرية، وإن كانت منتظمة، كانت خفيفة ولم تسهم في تعزيز الموارد المائية المتوفرة.
وسجل معدل التساقطات المطرية السنوي، الذي يتراوح في المغرب ما بين 22 و329 ملمترا، تراجعا كبيرا بلغت نسبته 47 في المئة خلال السنة الجارية، التي شهدت أيضا ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة، حيث كانت السنة الرابعة الأكثر حرارة منذ سنة 1981، بنسبة +0,9 درجة مئوية بالنسبة للمعدل المناخي المعتاد للفترة المذكورة.
وتراجعت التساقطات الثلجية بدورها بشكل كبير خلال هذه السنة؛ إذ انخفضت المساحة المغطاة بالثلوج بنسبة 98 في المئة، من 45 ألف كيلومتر مربع في 2018 إلى 5000 كيلومتر متر مربع في 2022، بينما تقلصت أيام تساقط الثلوج بنسبة 65 في المئة، من 41 يوما في 2018 إلى 14 يوما في 2022

وتعكس الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة التجهيز والماء حجم الإجهاد المائي الكبير الذي وصل إليه المغرب، حيث لا يتعدى المخزون المائي بالسدود إلى غاية 31 غشت الماضي، 4.08 مليارات متر مكعب، أي ما يعادل 25.3 في المئة كنسبة ملء إجمالي، مقابل 39.3 في المئة سجلت في التاريخ نفسه من السنة الفارطة.
ولفت مولاي إدريس حسناوي إلى أن تحسن وضعية الموارد المائية في المملكة رهين بتسجيل تساقطات مطرية مهمة خلال فصل الخريف، باعتبار أن التساقطات خلال شهري أكتوبر ونونبر هي التي تساعد بشكل كبير في ملء السدود، تليها تساقطات دجنبر ويناير.
ولجأ المغرب إلى البحث عن حلول بديلة لتوفير الموارد المائية بعد توالي سنوات الجفاف، من بينها تحلية مياه البحر، حيث بلغ حجم المياه التي تمت تحليتها في محطة أكادير، منذ شهر فبراير الماضي، 15 مليون متر مكعب

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.