صباح الشرق / نورالدين ميموني
نظمت الطريقة الصوفية العلوية المغربية بزاويتها الكائنة بإقليم تاوريرت الاحتفال السنوي بليلة النصف من شعبان يوم الثلاثاء 14 شعبان 1444هـ الموافق لـ 07 مارس 2023 م بعد صلاة المغرب
و يأتي هذا الاحتفال في إطار الأنشطة السنوية للطريقة و التي ترمي من ورائها المحافظة على التراث الصوفي و تربية الناشئة و جيل الغد على ثوابت الأمة و المحافظة عليها من خلال منهج مبني على تزكية النفوس و التحلي بالخلق الحسن و إعطاء القدوة للآخرين من خلال العمل الدائم.
و بخصوص هذه السنة أكد مريديها إن ليلة النصف من شعبان هي من النفحات الربانية و المحطات الروحية التي يجب التعرض لها فليلة النصف من شعبان التي ترفع فيها الأعمال و يستجاب فيها الدعوات محطة للمؤمن و المريد الفطن لتقييم حاله هل هو في زيادة أو في نقصان و كيف كان اجتهاده و أين كان تقصيره”.
في نفس السياق أكد مقدم زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة تاوريرت الحاج مستعين محمد” إن الاحتفال بهذه الليلة مناسبة لتذكير المريدين و خصوصا الشباب بأهمية هذه المحطة الروحية التي تستجاب فيها الدعوات و ترفع فيها الأعمال و الزاوية بإقامتها لهذا الحفل تسعى إلى الحفاظ على الموروث الروحي و تربية الناشئة عليه”.
وتميز الحفل بإلقاء شيخ الطريقة الصوفية العلوية المغربية وممثلها العام بالمملكة فضيلة الشيخ الشريف سيدي سعيد ياسين كلمة مؤثرة حازت انتباه الحضور و مذكرا برمزية هذه الليلة التي تتجلى في تحويل القبلة و رفع الأعمال.
وأكد فضيلته أن كل واحد منا ملزم بالتشبث بالوجهة إلى الله سبحانه و تعالى كما نفعل كل صلاة باستقبال القبلة و الحرص عليها بالإضافة إلى الدوام على محاسبة النفس في كل وقت و حين. فالأساس هو أن يحرص المريد على أن لا تستعبده الدنيا و يكون عبدا لله بالحفاظ على إفراد الوجهة لله سبحانه و تعالى. و أضاف فضيلته أن الاحتفال في هذه الليلة بذكر و صلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و تلاوة القرآن هو أحسن ما تختتم به الأعمال. فكلما كان توجهنا خالص لوجه الله كلما تنورت قلوبنا و عقولنا و رزقنا الطمأنينة و الثبات في الأمر.
جدير بالذكر أن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تسعى من هذه الاحتفالات والملتقيات إلى غرس المحبة في قلب المريد وإذكاء روح العمل والعبادة لدى الفرد، ومواكبته للتطور والمساهمة في تنمية محيطه مع الحفاظ على هويته والدفاع عن ثوابت الأمة وتعزيز الانتماء الوطني .
وللإشارة فإن الطريقة الصوفية العلوية المغربية تأسست منذ أكثر من مائة عام وشيخها الحالي وممثلها العام بالمملكة المغربية الشريفة هو الشيخ الحاج سعيد ياسين وسندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولها عدة زوايا في مختلف جهات المملكة يسيرها “مقدمين” حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر والفكر.