رمضان بجهة الشرق .. عادات وتقاليد متأصلة دأب الأجداد والآباء على ترسيخها في أذهان الأجيال الصاعدة

daoudi
2023-04-08T19:10:12+00:00
الجهوية
25 مارس 2023

ramadan oriental - www.sabahachark.com

صباح الشرق / زكرياء ناجي

يحظى شهر رمضان بجهة الشرق بقداسة خاصة، إذ تستعد العائلات بمختلف أقاليم و مدن الجهة لاستقبال الشهر الفضيل في أجواء روحانية احتفالية ، تعكس مكانة هذا الشهر لدى سكان الجهة وتعظيمهم له ، حيث يرتبط مفهوم العواشر في الثقافة السائدة بالمنطقة بشهور معينة ومناسبات دينية أهمها شهر الصيام أو سيدنا رمضان كما يسميه مجمل الناس .

ورغم أن رمضان هذه السنة يتزامن مع موجة غلاء للأسعار و ضعف القدرة الشرائية للمواطنين ، فإن الأسر بجهة الشرق تحرص على الطقوس والعادات التي توارثوها جيلاً عن جيل وسط أجواء عائلية مميزة .
وتكثر أعمال التضامن والتكافل في هذا الشهر، إذ تنشط الجمعيات والمتطوعون في توزيع المساعدات التي تضم المواد الغذائية الأساسية، وإفطار الصائمين وخاصة المحتاجين والمغتربين، ودعم الفئات الهشة.

الأزياء التقليدية و صلاة التراويح

تتنوع طقوس وعادات الاحتفاء بشهر رمضان في الجهة الشرقية ، حيث تبدأ الاستعدادات أواخر شهر شعبان مع تنظيف البيوت والمساجد، وشراء الأوانٍى الجديدة ، كما تنشغل الأسر باقتناء مختلف السلع والمواد الغذائية الأساسية المستخدمة سواء في إعداد الأطباق اليومية أو في صناعة أشكال وأصناف متعددة من الحلويات وغيرها ..

ويعد الزي التقليدي من تفاصيل رمضان التي يتمسك بها سكان الجهة ، فيحرصون رجالاً ونساء وأطفالاً على ارتدائه خلال الزيارات العائلية والتسوق، وعند أداء الصلوات في المساجد وأيضاً في العمل ، وتشهد محلات بيع الملابس التقليدية حركة غير معهودة، حيث يزداد الإقبال على اقتناء اللباس التقليدي، ويجتهد أصحابها في تنويع عروضهم من الجلباب والقفطان والجابادور وغيره.

وتشهد مختلف مساجد الجهة إقبالا منقطع النظير في شهر رمضان الكريم من أجل أداء صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس و المواعظ الدينية ، و هكذا تفيض المساجد بروادها، رجالا ونساء وشبانا وأطفالا، وقد يضطر كثير من المصلين إلى الصلاة خارج المساجد ، وتدب الحركة في شوارع المدن بعد صلاة التراويح، وتتميز بحركية مميزة واستثنائية ، كما تنشط المحلات التجارية والأسواق والمقاهي و الساحات العمومية إلى ساعات متأخرة من الليل .

أطباق رمضانية تميز جهة الشرق

لرمضان في جهة الشرق ، أطباق خاصة ترتبط به وتحرص كل ربات البيوت على إعدادها، ويعد حساء الحريرة ، وحلوى الشباكية “الزلابية” ، والتمر من الأطباق الأساسية في مائدة الإفطار، إلى جانب أطباق أخرى مثل (المسمن، المقروط ، الكعك ، التشيشة و سلو … ) .

ولا تكتمل أجواء رمضان إلا بجلسة عائلية بعد صلاة التراويح حول كأس شاي “منعنع” ، إذ يعتبر شهر الصيام فرصة نادرة لجمع كل أفراد العائلة على مائدة واحدة ، كما تستغل هذه اللقاءات الرمضانية الحميمية لتبادل الزيارات بين العائلات والأقارب والأصحاب و الجيران ، وعادة ما تثار فيها قضايا ونقاشات دينية واجتماعية.

الصائمون الصغار

تعمل الأسر بمختلف مدن الجهة الشرقية ، على تحبيب الصيام إلى الطفل في سن مبكرة بطريقة ما يُعرف بـ”تخياط النهار”، حيث يتم تحفيز الطفل على صيام الفترة الصباحية من اليوم ثم يستكمل يومه بصيام الفترة الزوالية من اليوم التالي.

وعندما يكبر الطفل قليلاً ويصوم يومه الأول كاملاً، تحتفي به الأسرة في احتفال كبير تحضره العائلة ابتهاجاً بهذا الحدث المهم والمميز في حياته
، ويرتدي الصائمون الصغار ملابس تقليدية، الجلباب للفتى والقفطان للفتاة، وتخضب أيديهم بالحناء، وتحضّر ربة البيت مائدة إفطار متنوعة تضم كل ما يشتهيه الطفل الصائم من وجبات، ويقدم له أفراد العائلة هدايا تشجيعاً له ولغيره على حب هذه العبادة .

وبالرغم مما يتمتع به هذا الشهر الفضيل من مكانة رفيعة، ومنزلة عظيمة في نفوس ٲهل جهة الشرق ، إلا أن البعض يرى أن مظاهر الحياة الجديدة ، كالأنترنت والفضائيات و تقنيات التواصل الحديثة والرقمية و غير ذلك من الوسائل المستجدة، قد أخذت تلقي بظلالها على بركات هذا الشهر الكريم، وتفقده الكثير من روحانيته وتجلياته ، ورغم ذلك٬ يمكن القول أن شهر رمضان بجهة الشرق يشكل فرصة لإحياء عادات وتقاليد متجذرة و متأصلة عبر التاريخ دأب الأجداد والآباء على ترسيخها في أذهان الأجيال الصاعدة .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.