صباح الشرق / زكرياء ناجي
يشهد نشاط زراعة أشجار الزيتون و الخروب بدائرة العيون سيدي ملوك في الفترة الأخيرة ، إقبالا كبيرا من طرف الفلاحين ، بشكل تضاعفت معه المساحات المخصصة لهذا النوع من الزراعات بالرغم من قلة التساقطات و التقلبات المناخية وانعكاساتها السلبية على الإنتاج وتسويق المحاصيل.
و سجلت المساحات المحتضنة لبساتين الزيتون و الخروب بكل من جماعات ( عين الحجر ، مشرع حمادي ، تانشرفي و مستكمار ) اتساعا محسوسا في السنوات الأخيرة ، على خلفية تطبيق برامج وضعتها وزارة الفلاحة ، على غرار المخطط الفلاحي الجهوي للشرق و استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” ..، وهي البرامج التي ساهمت في توسيع مساحات بساتين الزيتون ، حيث انتقلت بجهة الشرق من 77 ألف هكتار سنة 2009 إلى 120 ألف هكتار في 2019 بزيادة تقدر ب 55 في المائة مقارنة ب 2009 ، الأمر الذي ساهم في رفع الإنتاج ليصل إلى 202 ألف طن سنة 2019 .
وشجع ارتفاع أثمان كل من زيت الزيتون و الزيتون و الخروب خلال الموسم الحالي العديد من الفلاحين على زراعة اراضيهم باشجار الخروب و الزيتون ، وسط حرصهم على زراعة اصناف متميزة مقاومة للأمراض ، و كذا تتبع الإرشادات و النصائح المقدمة لهم من طرف أطر و موظفى مركز الاستشارة الفلاحية بمدينة العيون سيدي ملوك .
و حول الإقبال الكبير لفلاحي المنطقة على غراسة أشجار الخروب في الأونة الأخيرة ، كشف جمال عطاف عضو الغرفة الفلاحية لجهة الشرق ، أن سبب ذلك راجع بالاساس إلى تأقلم الخروب مع مناخ و تضاريس المنطقة ، و كذا قلة احتياجاته من مياه السقي مقارنة بزراعات أخرى ، بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا النوع من الزراعات على الصعيد المحلي والوطني، على اعتبار أن سلسلة الخروب تساهم بشكل كبير في توفير فرص الشغل و خلق القيمة المضافة داخل السوق ، و هو ما يفسره تخصيص مساحات كبيرة لزراعة شجر الخروب ضمن استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 بهدف تعزيز مكانته ضمن المنظومة الفلاحية الوطنية وسلسلة التصدير .
و عرفت السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا على زراعة شجر الخروب في عدد من المناطق بجهة الشرق ، في إطار التوجه لزراعات ذات قيمة مضافة عالية، تتأقلم بشكل كبير مع ندرة المياه و التغيرات المناخية ، حيث يحتاج شجر الخروب في السنوات الأولى اهتماما كبيرا عن طريق التلقيم والسقي بالتنقيط، وبعد سنوات يصبح منتجا للثمار دون الحاجة إلى مياه السقي.
وحسب المعطيات الرسمية، ينتج المغرب سنويا حوالي 50 ألف طن من الخروب، يصدر منها حوالي 23 ألف طن؛ وهو إنتاج يبقى ضعيفا بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة على مستوى الظروف المناخية المواتية والمساحات المتوفرة .
