صباح الشرق / ن ميموني / ح قاسمي
شكلت “شرقيات المنتخب” التي احتضن فعالياتها مقر الولاية،صباح اليوم الجمعة 17 مارس الجاري،محطة لمواصلة إشراك المنتخبين في استراتيجيات التنمية،و تقاسم رؤية الجهة في إطار التخطيط الترابي بشقيه،المخطط الجهوي للتنمية و التصميم الجهوي لإعداد التراب،مع المجالس المنتخبة و الفاعلين المؤسساتيين،و بحث سبل الالتقائية مع النموذج التنموي الجديد،من أجل جهة ذات حكامة جيدة،تشكل مفخرة لسكانها و جاليتها،و ذلك تماشيا مع التوجهات العامة،التي أسس لها خطاب جلالة الملك محمد السادس،يوم 18 مارس 2003،حين أطلق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ذات الفعاليات و التي أشرفت على تنظيمها ولاية جهة الشرق و مجلس جهة الشرق و المركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق و وكالة تنمية جهة الشرق،بالإضافة إلى عدد من الفاعلين و من صانعي القرار، جاءت احتفاء بالذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الملكية للتنمية البشرية،اذ تضمنت جلستها الافتتاحية،عرض فيلم “إنجازات المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق”،بعد كلمات ترحيبية استلهمت محاورها من مبدأ الالتقائية و التشارك بين القطاعات الوزارية و المؤسسات العمومية،لتحديد الأولويات و صياغة مشاريع تتبنى تقوية جاذبية المجالات المستهدفة،تفضل بها كل من معاذ الجامعي والي جهة الشرق،و عبد النبي بعيوي رئيس مجلس جهة الشرق،و محمد امباركي المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق،و كذا محمد فوزي والي كاتب عام وزارة الداخلية،و مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي بوجدة،بالإضافة إلى جان بيير الونغ مباسي،الكاتب العام لمنظمة المدن و الحكومات المتحدة الإفريقية.
كما استلهم الأكاديمي الفرنسي السويسري جون ماري هايــدـت،شهادته من كتابه”محمد السادس رؤية ملك تفعيلات و طموحات” متحدثا عن دينامية التغيير التي يقودها الملك محمد السادس في مختلف المجالات،وفق رؤية و حنكة مكنت من الانخراط في ركب الحداثة في تواز مع قيم الأصالة،و قد همت تغييرات مفصلية،عكسها الاعتراف من قبل شركاء المغرب الدوليين و خاصة الاتحاد الأوربي.
الجلسة الأولى التي اختير لها محور،العقد برنامج بين الدولة و الجهة،كصلة وصل من أجل الدينامية الترابية،انطلقت بعرض لعبد الواحد فيكرات،مسؤول مجموعة مكاتب الدراسات،حول ” التصميم الجهوي لإعداد التراب و تمفصلاته مع النموذج التنموي الجديد”،قبل أن يحيل الكلمة لإلهام محرزي،رئيسة قسم البرمجة و التخطيط و البيئة بجهة الشرق،التي تطرقت في عرضها لتقييم مخطط التنمية الجهوية 2016 ــــ 2021،لجهة الشرق.
كما تحدث من جهته،حسن فاتح ،عامل مدير التخطيط و التنمية الترابية بالمديرية العامة للجماعات الترابية لوزارة الداخلية،عن توجهات مخطط التنمية الجهوية 2022 ـــ 2027 ،لجهة الشرق،في ما رشيد الزناتي،الكاتب العام للشؤون الجهوية،أتى في عرضه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ( المرحلة الثالثة) على تبيان حصيلة و آفاق برنامج تقليص الفوارق المجالية و الاجتماعية بالعالم القروي بجهة الشرق،فيما يخص البنيات التحتية لفك العزلة و الولوج إلى الخدمات الأساسية (الطرق و المسالك و المنشآت الفنية و التعليم و الصحة و الماء الصالح للشرب و الكهرباء) لتحسين الظروف المعيشية للساكنة في المجالات المستهدفة و تمكينهم من الاستفادة من الإمكانات و الثروات الطبيعية و الاقتصادية لهذه المناطق..
آخر مداخلات الجلسة الأولى،عرفت تقديم و إطلاق قاعدة المعطيات الإحصائية لجهة الشرق،من لدن الحسين لزرو،المدير الجهوي للمندوبية السامية للتخطيط لجهة الشرق،تعتمد دعم مبادرات إعداد و مسك قواعد معطيات على مستوى الجهات، لتعزيز مسلسل الجهوية الموسعة عبر دعم قدرات الفاعلين في مجالات مرتبطة بتحصيل و تحليل و نشر المعطيات الإحصائية، كإحدى ركائز عمليات التخطيط الاستراتيجي،من خلال وضع رهن إشارة المستعمل مجموعة من المؤشرات الإحصائية التي تهم مختلف المجالات السوسيو-اقتصادية و الديمغرافية و البيئية،عبر عدد من المؤشرات تتوفر على فهرسة ومواضيع رئيسية و أخرى جزئية تغطي مختلف التقسيمات الإدارية للتقطيع الترابي للجهة..
الجلسة الثانية تمحورت حول تدابير تأمين التزويد بالماء و المنتجات الفلاحية في مواجهة ندرة المياه،تقاسم عرضيها كل من نرجس العمرتي سفيان،مديرة وكالة الحوض المائي لملوية،و محمد بوسفول،المدير الجهوي للفلاحة لجهة الشرق،لكشف أهم الإجراءات المتخذة عبر توسيع مدخلات الإنتاج بكميات كافية لتغطية حاجيات الفلاحين من البذور المختارة المدعمة و الأسمدة و مواد وقاية النبات،و توسيع مساحات التأمين الفلاحي،و كذا تعزيز التمويل الفلاحي و مواكبة الفلاحين و المستثمرين،علاوة على تسريع وتيرة التحفيظ الجماعي المجاني لصغار الفلاحينن،في سبيل ضمان التزويد العادي و المستمر للأسواق الوطنية بكافة المواد الغذائية و الفلاحية بأسعار معقولة،و ذلك بوضع برنامج محكم لتوزيع الزراعات الخريفية ،مع مراعاة حالة الموارد المائية و تقلبات الظروف المناخية…
و قد كانت “شرقيات المنتخب” فرصة للإشادة بمجهودات جميع الشركاء و بانخراطهم في مسلسل التنمية،من خلال الحرص على التقائية و انسجام البرامج و المخططات و تدخلات مختلف الفاعلين،في تناغم بين رؤية الدولة و رؤية الجهة،لتنزيل مشاريع تنموية مندمجة و مستدامة للسنوات المقبلة،مع تقليص الاختلالات و التباينات المجالية،تماشيا مع السياسة العامة لإعداد التراب بالجهة،و التي تم خلالها بسط مجموعة من الأولويات الاستراتيجية التي حظيت باهتمام كل الفرقاء،انطلاقا من خلاصات التشخيص الاستراتيجي و مجالات المشاريع،و كذلك التوجهات الاستراتيجية التي همت قطاعات متنوعة،كالاقتصاد و البنيات التحتية و المرافق العمومية و الشبكة الطرقية و الماء و الطاقة و التراث و الثقافة،ثم المشاريع المهيكلة الكبرى.