صباح الشرق / ن ميموني / ح قاسمي
احتفت أسرة الأمن الوطني بالعيون سيدي ملوك ،اليوم الثلاثاء 16 ماي الجاري، بالذكرى السابعة و الستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، و التي تعد مناسبة لاستحضار الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على النظام العام و حماية المواطنين و ممتلكاتهم.
و تم في مستهل هذا الحفل رفع العلم الوطني بساحة مفوضية الشرطة،و ذلك بحضور عدد من المسؤولين الأمنيين،و نائب وكيل الملك لدى المركز القضائي، و رجال السلطة المحلية، و كذا منتخبين و فعاليات نقابية و جمعوية.
و أفاد رئيس المفوضية،العميد الإقليمي، عبد الباقي خالدي، في كلمة بالمناسبة، ألقاها بنادي هولسيم،أن السادسة عشرة من شهر ماي من كل سنة، يشكل موعدا متجددا لتخليد ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني،و عيدا سنويا تستحضر فيه أسرة الأمن الوطني،ماضيها المجيد و تستشرف مستقبلها الواعد،كما أنه يشكل محطة دورية للاحتفاء بالمنجزات الأمنية المحققة و تجديد العهد لمواصلة آداء الواجب الوطني في إطار القانون و الالتزام بروح المواطنة و التشبث بمقدسات و ثوابت المملكة.
كما أوضح أن تخليد تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني يتجاوز أبعاد الاحتفاء بالذكرى،و معاني استحضار التاريخ التليد في ارتباطه بالمستقبل المنظور،ليشكل موعدا سنويا متجددا و مناسبة دورية، للوقوف وقفة موضوعية مع الذات،و تقييم المنجزات المحققة لخدمة قضايا أمن الوطن و المواطنين،و استشراف المشاريع المنشودة،و رفع التحديات و الإكراهات المرتقبة.
و أشار إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني، تجاوزت المفهوم النمطي للمرفق الأمني،لتصبح كائنا اجتماعيا يعتمد الحوار و التواصل لترسيخ ثقافة القرب،و نقطة محورية في المعادلة الأمنية،تروم تفعيل المقاربة التشاركية،بما يسمح بالاطلاع على انشغالات المواطنين و استباق الإشكالات التي قد تطرح،عبر اتخاذ الإجراءات الملائمة،بتنسيق مع باقي المتدخلين،من سلطات و أجهزة أمنية موازية و فعاليات المجتمع المدني.
و أضاف أن المديرية العامة للأمن الوطني،بفضل المقاربة التي تندرج ضمن المفهوم الجديد للسلطة،تمكنت من مسايرة التحولات التي شهدها المجتمع المغربي،و مواكبة ما عرفه عالم الإجرام من تطورات،حتى يتسنى لها المساهمة بفعالية في تحصين المملكة و رعاياها من مواطنين و أجانب، بالإضافة إلى ممتلكاتهم،ضد كافة الأشكال الإجرامية و التيارات ذات التوجه التخريبي.
كما نوه ذات المسؤول،بتفاني موظفات و موظفي الأمن الوطني،في آداء الواجب و نكران الذات،ليضيف أن المديرية أولت، خلال السنوات الأخيرة،حيزا مهما لورش تأهيل العنصر البشري،من خلال تكوينات تخصصية في مختلف المجالات و توفير إمكانات لوجيستيكية و تقنية،للبقاء في مستوى عال من الجاهزية،بما يضمن الفعالية في التصدي للظاهرة الإجرامية،بمختلف تجلياتها،و هو الإصلاح العميق و الشامل الذي امتد ليشمل جميع المسارات الوظيفية لرجل الأمن، دونما إغفال لمسلسل إرساء و توطيد الحكامة الرشيدة في مختلف آليات العمل الداعمة للموارد البشرية للأمن الوطني،التي تعززت بالعنصر النسوي، لتضطلع المرأة،إلى جانب الرجل، بمسؤوليات أبانت فيها عن قدرات متميزة و كفاءات عالية.
و كشف خالدي،أنه من منطلق المسؤولية المهنية و القانونية و الأخلاقية،الملقاة على موظفي الشرطة بالعيون،و التزامهم بتوجيهات الإدارة المركزية و الجهوية و الإقليمية،و الرامية إلى تجويد الآداء الأمني و الخدماتي،تمكنت المفوضية،خلال الفترة الممتدة من 16 ماي 2022 إلى غاية 15 ماي 2023،عبر كافة التدخلات الأمنية،من معالجة 2045 مسطرة قضائية،قدم بموجبها 660 شخص إلى العدالة ( 533 في حالة اعتقال و 127 في حالة سراح)، و توقيف 493 شخص في حالة تلبس،و 105 شخصا مبحوثا عنهم على الصعيد الوطني.
و فيما يتعلق بزجر مخالفات السير و الجولان،فقد تمكنت فرقة المرور من تسجيل 3397 مخالفة،بما فيها 2385 غرامة صلحية من مختلف الدرجات بمبلغ إجمالي قدره:58.9400.00 درهم، و 1012 محضر مخالفة،مع إيداع 318 مركبة بالمحجز البلدي،كما تم ضبط ما مجموعه 718 دراجة نارية،أفضت إلى إيداع 163 دراجة بالمحجز البلدي،فيما مصلحة التوثيق و الوثائق التعريفية،أنجزت ما مجموعه 9850 بطاقة وطنية للتعريف الإلكتروني و 2724 حسن السيرة و السلوك.
و في إطار تكريس الاهتمام المتواصل بالفضاء المدرسي،باعتباره حاضنة أجيال المستقبل،قال رئيس المفوضية، أن المصلحة، دأبت بمختلف الأجهزة التابعة لها،على تأمين محيط المؤسسات التعليمية بالقطاعين العام و الخاص، لتطهيره من الشوائب الأمنية،كما برمجت بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتعليم، حملات تحسيسية في الوسط المدرسي،همت محاور السلامة الطرقية، و الجريمة المعلوماتية،و مخاطر المخدرات و المؤثرات العقلية و التربية على المواطنة،و مكنت من التواصل مع ما يناهز 1419 تلميذا و تلميذة،عبر 16 مؤسسة تعليمية.
و زاد خالدي،ليؤكد شكره للسلطات المحلية و الجهاز القضائي،و المنخبين و مكونات المجتمع المدني و المكون الصحفي،على تواصلهم الدائم و وقوفهم إلى جانب الجهاز الأمني،من أجل استتباب الأمن و الطمأنينة، و محاربة جميع ظواهر الإجرام و السهر على ضمان الحريات الفردية و الجماعية.
و لم يفت العميد الإقليمي،في ذات السياق، التعبير عن الامتنان للزملاء الذين التحقوا بالتقاعد،عرفانا بما أسدوه من خدمات عبر مسارهم المهني،كما توجه بتحية لأرامل و أيتام موظفي الأمن الوطني و عبرهم ،من وصفهم بجندي الخفاء،زوجات رجال الأمن اللواتي يقدمن تضحيات جسام في سبيل دعم و تسهيل مهمة الأسرة الأمنية.