صباح الشرق
كان واضحا قبل انطلاق دورة أكتوبر بجماعة مستكمار،أن شمس الخريف سترخي بحرارتها على مداولات المجلس،حتى قبل مدارسة جدول الأعمال،و سجل الحضور تتقاذفه توقيعات المستشارين أمام أعين تنتظر الخلاص،إلى أن أشهر مستشار في وجه رئيسة المجلس،شبهة التزوير في ذات السجل،مستعرضا بشكل تفاعلي مع المستشار المعني،و الذي كان محسوبا على الأغلبية،قبل أن يرجح إلى جانب النائب الثاني كفة المعارضة،(مستعرضا) توضيحات في القضية لإحاطة باقي المستشارين بكافة تفاصيلها.
و إن التقط مكتب مجلس الجماعة الموضوع بكثير من الحذر و الترقب،فقد دعت الرئيسة الجميع إلى تلاوة الفاتحة ترحما على ضحايا زلزال الحوز،كما عملت على قراءة تقرير الأنشطة المنجزة ما بين الدورتين،قبل أن تفسح المجال لكاتبة المجلس من أجل تقديم ملخص الدورة السابقة،فكان أن أثار عدم ذكرها لأسماء المتغيبين،انتباه مستشار رأى في ذلك ما يثير الشك،لينطلق فاصل من الشنآن،انتهى برفع الرئيسة للجلسة مؤقتا.
بعد مرور عشرين دقيقة و نيف،اتضحت معالم مقولة “خرج و لم يعد”فأطل النائب الأول ليخبر المستشارين الحاضرين أنه سيترأس أشغال الدورة عوضا عن الرئيسة،غير أنه وجد نفسه بين مقصلة كاتبة المجلس و نائبها اللذين لم يلتحقا،و إن أخرج ورقة تعيين كاتب جديد في وجه مستشارين،فقد قوبلت بالرفض،لتصل بذلك أشغال الدورة إلى الباب المسدود،لم يفلح معه مفتاح الاستشارات المطلوبة لفك عقدة البلوكاج،و الذي استمر إلى أن أعلن النائب الأول مغادرته للقاعة،مانحا بذلك فرصة التسيير لفريق معارضة صار يمتلك الأغلبية بتسعة أصوات.
الدورة استعادت أنفاسها برآسة النائب الثاني،لمباشرة التداول بشكل عادي في النقاط المدرجة ضمن جدول الأعمال،حيث من أبرز ما جاء فيها،الإجماع حول مشروع الميزانية برسم سنة 2024،و انتخاب الميلود السحيمي رئيسا للجنة الشؤون المالية و الميزانية و البرمجة.
كما جرت في ذات الدورة،مناقشة نقطة ساخنة يعتبرها العارفون كرة النار إن تدحرجت،تلك الخاصة بالمشاكل و الإكراهات التي يعرفها قطاع المقالع،باعتباره موردا رئيسيا كان معولا عليه لانتشال الجماعة من ضائقتها المالية،قبل أن تطاله الاختلالات،و قد فضحت الأرقام خلال المداولات،هزالة مداخيل القطاع،و عرت المؤشرات على ما وصف بعناوين الاستغلال الجائر لثروات المنطقة خارج الضوابط القانونية و التقنية و المهنية المتعارف عليها،ما دعا مستشارين إلى المطالبة بتدخل عامل الإقليم لمتابعة ملابسات الملف،و إيجاد مخرجات للاستنزاف الكارثي للمقالع،من خلال معرفة الأسباب الحقيقية و تبيان الأطراف المستفيدة من استدامة الوضع،في ظل عدم تفعيل مقررات المجلس في الموضوع.
فيما كان عدم حضور ممثلي المصالح المعنية،وراء تأجيل كل من نقطة إيجاد الحلول الناجعة لما آلت إليه المنطقة السقوية بمستكمار المركز،و كذا تلك الخاصة بحفر أثقاب مائية بتراب الجماعة،و أيضا طلب التعجيل بتعيين طبيب قار بالمركز الصحي.