صباح الشرق/ حفيظ بولحوال
تعيش ساكنة وجدة أصعب فترات حياتها، بعد حالة الاستعصاء السوسيو اقتصادي الذي ضرب المدينة، بفعل البلوكاج الذي فرضه منتخبون ومسؤولون همهم الوحيد قضاء الأغراض الشخصية، دون ادنى تفكير في مستقبل المدينة وواقع سكانها.
منذ إغلاق الحدود والمواطنون يتطلعون لبدائل اقتصادية مرضية أسست أرضيتها يوم 18 مارس 2003، بخطاب ملكي تاريخي خطوطه العريضة تحويل المدينة ومعها الجهة الشرقية إلى بوابة اقتصادية تشغل آلاف الشباب من أبناء المنطقة. لكن الأوراش الملكية الكبرى لم تظهر منها سوى مشاريع التأهيل الحضري بتقوية البنيات التحتية للمدينة والتي تبكي اليوم حظها ( الصور) بسبب منتخبن ومسؤولين مفلسين فكريا ومواطنين لا يحملون من روح الانتماء سوى بطائق الهوية، فتحطم كل ما تحقق وصرفت بشأنه ملايير الدراهم.
جاءت قضية إسكوبار الصحراء لتعرية ما كان مستورا أو ما حاولنا بشأنه الاقتناع أنه مستور، وخرب المدينة ومستقبلها، وحول مصالحها الإدارية إلى مكاتب صورية لتصريف الأعمال، فلا كان الوالي ذاك المسؤول الحازم الذي ابتغيناه لإنقاذ المدينة من الموت السريري ولا كان المنتخبون ذوي غيرة على انتماءهم ولا هم بحثوا في خضم جمع المال والجشع والصفقات المشبوهة، عن خلاص ما لهذه المدينة التي تحولت ساحاتها و شوارعها الى مجرد أطلال، مدينة هيتشكوكية مليئة بالكلاب والمشردين والحمقى والمومسات وبائعي السموم. إنها فعلا مدينة الألف ولكن ليس الألف سنة وإنما الألف نكبة و نقص ومطب ومتسول و أحمق…
ميزانيات تلو أخرى لم تجد طريقها لتأهيل المدينة، بفعل سوء تدبير او تسيير، أو بسبب بلوكاج غبي مبني على صراعات حزبية ضيقة أغلبها تم داخل الائتلاف الحزبي الذي يقود الحكومة.