صباح الشرق
في سياق العلاقات المتميزة بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية،شكلت زيارة الوفد الموريتاني إلى مدينة بركان محطة بارزة تعكس التعاون المتنامي بين البلدين، ليس فقط على المستوى الرسمي، ولكن أيضًا عبر الدبلوماسية الموازية التي تلعب الجماعات الترابية دورًا محوريًا في تفعيلها.
– دلالات الزيارة وأبعاده
استقبل رئيس المجلس الجماعي لبركان، النائب البرلماني محمد إبراهيمي، يوم الجمعة 7 فبراير 2025، وفدًا رسميًا موريتانيًا في إطار تعزيز علاقات التعاون وتبادل التجارب بين الجماعات المحلية في البلدين. وقد تميزت الزيارة بجولات ميدانية شملت مجموعة من المرافق، من بينها أكاديمية نادي نهضة بركان، حيث ظهر الوفد مرتديًا قميص النادي المرصع بالخريطة المغربية الكاملة، في إشارة رمزية تعكس متانة العلاقات الثنائية وتأكيدًا على الموقف الثابت تجاه وحدة التراب المغربي.
هذه الزيارة تحمل أكثر من مجرد بعد رياضي أو ثقافي؛ فهي امتداد لنهج الدبلوماسية الموازية التي يتقنها مجلس جماعة بركان، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط الدولية من خلال قنوات غير رسمية، مع الحرص على الدفاع عن القضايا الوطنية بأسلوب دبلوماسي سلس وفعال.
– محمد إبراهيمي والدبلوماسية الموازية
برز دور البرلماني محمد إبراهيمي كرائد في توظيف الدبلوماسية الموازية لخدمة القضايا الوطنية، حيث سبق أن ظهر في صورة جماعية بالقاهرة خلال الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي، بجانب وفود إفريقية، وأمام الخريطة المغربية الكاملة. هذه الخطوة لم تكن مجرد صدفة، بل جاءت ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحضور المغربي على الساحة الدولية، وإبراز الوحدة الترابية للمملكة عبر منصات غير تقليدية، سواء من خلال الفعل السياسي أو عبر الرياضة والثقافة.
ما تحقق خلال زيارة الوفد الموريتاني لبركان يعكس بوضوح أن الدبلوماسية الموازية لم تعد مجرد آلية داعمة للدبلوماسية الرسمية،بل أصبحت أداة فعالة في تعزيز مكانة المغرب دوليًا، والترويج لقضيته الوطنية بطرق ذكية ومؤثرة.