صباح الشرق /SABAHACHARK
في قلب مدينة بركان، وتحديداً عند قنطرة وادي شراعة التي تُعد شرياناً أساسياً يربط بين أطراف المدينة، أُطلق مشروع طموح يهدف إلى تعزيز السلامة الطرقية للراجلين. المشروع تمثل في إنشاء ممر تحت أرضي بمحاذاة القنطرة، بميزانية بلغت حوالي 4.2 مليون درهم، ساهمت فيها وزارة التجهيز والماء بـ3.5 مليون درهم، والمجلس الإقليمي بـ0.5 مليون درهم، بينما ساهمت جماعة بركان بـ0.2 مليون درهم.
الفكرة، في ظاهرها، بدت واعدة: توفير فضاء آمن للراجلين بعيداً عن مخاطر الطريق وحركة السير الكثيفة، والحد من الحوادث المرورية التي تزايدت في محيط القنطرة.
لكن، كما هو الحال مع مشاريع مشابهة في مدن أخرى، سرعان ما ظهرت علامات الفشل.
فمع بداية الأشغال، وجد المواطنون أنفسهم أمام معاناة يومية بسبب تحويل مسارات السير وتقليص الممرات، مما خلق ازدحاماً خانقاً وحوادث طفيفة متكررة. غياب البدائل المناسبة، وضعف التنسيق بين المصالح المعنية، عمّقا حالة الاستياء لدى السائقين والراجلين على حد سواء.
الأدهى أن الممر الذي كان من المفترض أن يكون خطوة نحو السلامة المرورية، تحول بعد افتتاحه إلى فضاء مهجور. فقد سيطر عليه المتسكعون والمتسولون، وأضحى مرتعاً للمتشردين ومكاناً لتكدس الأزبال والنفايات، في مشهد يختزل قصة هدر المال العام وسوء التدبير.
اليوم، يتساءل سكان بركان: كيف لمشروع رُصدت له ملايين الدراهم أن ينتهي على هذا النحو؟ وأين الخلل بين مرحلة التخطيط والتنفيذ والمتابعة؟ وهل يمكن إنقاذ هذا الممر من مصيره الحالي عبر إعادة تأهيله أو إيجاد حلول مبتكرة تضمن الاستغلال الأمثل له؟
أسئلة كثيرة مطروحة، والإجابات تظل معلّقة في انتظار محاسبة حقيقية وتخطيط عقلاني يضع مصلحة المواطن في صدارة الأولويات.
-للموضوع بقية…!!!