صباح الشرق/ SABAHACHARK
تُعدّ جمعية المحامين الشباب بهيئة وجدة نموذجًا فريدًا في الصمود والإصرار على الشرعية، بعد سنوات من التضييق والمعارك القانونية التي خاضتها دفاعًا عن حقها المشروع في الوجود والاستمرار.
فعلى مدى سنوات، واجهت الجمعية عراقيل متعددة، أبرزها رفض السلطات تسليمها وصل الإيداع القانوني، رغم استيفائها لجميع الشروط القانونية. لم تستسلم الجمعية، بل خاضت معركة قضائية طويلة ومضنية انتهت بأحكام نهائية لصالحها، إلا أن تنفيذ تلك الأحكام قوبل برفض وتعنت غير مبرر، وصل حدّ تسليم وصل الإيداع لجمعية أخرى لا تمتّ للأولى بصلة.
ورغم حرمانها من الدعم المالي الرسمي، ورفض مختلف طلباتها لعقد شراكات في إطار الأنشطة والبرامج، ظلت الجمعية وفية لنهجها واستقلاليتها، فموّلت كل مبادراتها وأنشطتها من مواردها الذاتية، لتؤكد أن العمل الحقوقي والمهني لا يقاس بالإمكانات، بل بالإرادة والمبدأ.
ولأن الأصل في المحامي هو الدفاع عن الشرعية وعن الأحكام القضائية التي تُجسّد عنوان الحقيقة، رفضت الجمعية الانصياع لأي شطط أو خضوع لعدم المشروعية. وهكذا، عادت الجمعية لتفرض وجودها بقوة، وتحصل على دعم مالي لنشاطها المتميز في تكريم الزميل الأستاذ عبد الحق بنقادى، في احتفاء لم يكن تكريمًا لشخصه فقط، بل رمزية لمقاومة الظلم، وانتصار للقضية الفلسطينية، وإشعاع للمحاماة وهيئة وجدة في حدث تاريخي استثنائي.
واليوم، بعد سنوات من الإقصاء، تُعلن الجمعية عن عودتها الرسمية إلى الساحة من خلال توقيع اتفاقية شراكة مع هيئة المحامين بوجدة، وهي الخطوة التي طال انتظارها، لتؤكد أن صوت الشرعية أقوى من أي تضييق، وأن الأحكام القضائية تبقى أسمى من أي مبرر إداري أو سياسي.
كما جسدت الجمعية هذا النفس الجديد في جمعها العام الأخير، الذي انعقد في يونيو الماضي، في أجواء من الديمقراطية والتجديد، حيث جرى تسليم المشعل من جيل إلى جيل، في صورة مشرقة تعكس استمرارية الرسالة وثبات المبدأ.
كل التحية والتقدير للمحامين الشباب بهيئة وجدة… أنتم أمل هذه الهيئة، ورمز نهوض المهنة من رمادها، كما ينهض طائر الفينيق من بين اللهب ليحلق من جديد في سماء العزة والكرامة.

























