صباح الشرق / SABAHACHARK
وجه من مدينتي:حفيظة مؤذين…أيقونة العمل الاجتماعي وصوت الصحافة بمدينة بركان
– البدايات والنشأة
وُلدت الفقيدة حفيظة مؤذين يوم 23 أكتوبر 1964 بمدينة بركان، في أسرة غرست فيها قيم التضامن والإيثار. ومع مرور السنوات، ستكبر لتصبح واحدة من أبرز النساء اللواتي حملن همّ المجتمع المحلي، ووهبن حياتهن لخدمة قضايا المرأة والفئات الهشة.
– بصمة في العمل الاجتماعي
شغلت الراحلة منصب مديرة مركز المرأة في وضعية صعبة التابع لجمعية أمي للتنمية والتأهيل الاجتماعي. لم يكن عملها مجرد إدارة تقنية، بل رسالة إنسانية آمنت بها بكل إخلاص. كانت قريبة من النساء، منصتة لمعاناتهن، ومشرفة على برامج إدماجهن وتأهيلهن.
كما ساهمت في تنشيط العديد من الندوات والأنشطة داخل الجمعية، لتصبح صوتًا صادقًا للمرأة البركانية، ووجهًا يحظى بالتقدير في الأوساط الجمعوية والنقابية والنسائية.
– تجربة صحفية غنية
لم يقتصر عطاؤها على المجال الجمعوي، بل بصمت أيضًا على مسار صحفي متميز دام أزيد من 15 سنة، حيث اشتغلت ضمن منابر محلية وجهوية، وراكمت خبرة معتبرة من خلال إنجاز العديد من الروبورتاجات والاستطلاعات الصحفية.
وكانت من بين الصحفيات الأوائل اللواتي اهتممن بالشأن الرياضي بالمنطقة، إذ قامت سنة 2009، رفقة زميلها الحسين الداودي، بإنجاز استجواب مطوّل مع السيد فوزي لقجع عندما كان رئيسًا لفريق نهضة بركان، وهو عمل صحفي اعتُبر آنذاك خطوة رائدة في الساحة الإعلامية المحلية.
– لحظة الرحيل
رحلت حفيظة مؤذين يوم السبت 16 نونبر 2024 وهي في عقدها السادس، مخلفة فراغًا كبيرًا في قلوب أسرتها وأصدقائها وزملائها. وقد شُيّعت إلى مثواها الأخير يوم الأحد 17 نونبر 2024، بعد صلاة الظهر بمسجد مربوحة ببركان، حيث ووريت الثرى بمقبرة شنن بطريق السعيدية.
شهدت جنازتها حضورًا وازنًا من فعاليات جمعوية وتربوية ونقابية وحزبية، فضلًا عن عدد كبير من صديقاتها وزميلاتها، الذين أجمعوا على دماثة خلقها ونبل مسارها.
– وفاء وتأبين
وفاءً لمسارها الحافل بالعطاء، نظمت جمعية أمي للتربية والتأهيل الاجتماعي حفلًا تأبينيًا يوم الأربعاء 4 دجنبر 2024 بمركز المرأة في وضعية صعبة ببركان.
افتُتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، لتتحدث بعدها رئيسة الجمعية السيدة القادري بوتشيش الطاووس عن خصال الراحلة وإسهاماتها. كما زاد حضور مجموعة الهدى للأمداح الدينية من روحانية الحفل، الذي عرف مشاركة وازنة من فعاليات نقابية ونسائية وجمعوية، إضافة إلى المندوب الإقليمي للتعاون الوطني وأفراد أسرتها وأصدقائها.
– ذاكرة لا تُنسى
رحيل حفيظة مؤذين لم يكن غيابًا، بل بداية لخلود اسمها في ذاكرة المدينة. فهي ستبقى أيقونة العمل الاجتماعي وصوت الصحافة المحلية ببركان، ووجهًا نسائيًا مميزًا أثبت أن البصمة الحقيقية لا تُقاس بعدد السنين، بل بما يُترك في قلوب الناس من أثر طيب وعطاء متواصل.