عمالة بركان تحتضن اجتماع حول قطاع الصناعة التقليدية

daoudi
2016-02-01T23:15:56+00:00
الجهوية
28 يناير 2016

1

www.sabahachark.com

تماشيا مع السياسة الملكية الرشيدة الهادفة الى إعادة تأهيل قطاع الصناعة التقليدية وخلق مناصب جديدة للشغل وفق استراتيجية “رؤية 2015” التي استهدفت بالأساس الحفاظ على هذا التراث الوطني من خلال بلورة وتثمين صورة المنتوجات التقليدية المغربية وضمان تنمية مستدامة ومنسجمة للقطاع، احتضنت عمالة اقليم بركان يوم الخميس 28 يناير 2016 أشغال اللقاء التواصلي الذي ترأسه عامل الاقليم بحضور السيد ادريس بوجوالة رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق وأعضاء الغرفة، السيد الكاتب العام للعمالة والسيد رئيس القسم الاقتصادي والاجتماعي بالعمالة .
وفي بداية هذا اللقاء ألقى عامل الاقليم كلمة افتتاحية ، اشار فيها الى ان هذا اللقاء يساهم في تعزيز علاقات التواصل و التعاون بين مختلف الفاعلين في قطاع الصناعة التقليدية للإطلاع على واقع هذا القطاع على مستوى إقليم بركان، ومناقشة ودراسة الطموحات مع رصد مكامن الضعف والإكراهات التي تعترضه وذلك حتى يتم الخروج بمقترحات ومبادرات ترمي بالأساس إلى النهوض بالصناعة التقليدية ودعم مسلسل الإنتاج .
هذا ،وان أهمية هذا القطاع تتمثل فيما يختزله من حمولة حضارية وثقافية وفنية تجعل من الحرفيين المغاربة كنوزا إنسانية حية وذلك باعتماد معيار الجودة كركيزة هامة لتعزيز تنافسية الصناعة التقليدية المغربية على الصعيد الدولي وتثمين منتجاتها الحرفية .
ومن أجل إعطاء دفعة قوية لقطاع الصناعة التقليدية بالإقليم، حرصت السلطة الإقليمية بمعية شركائها عل تعزيز البنيات التحتية لهذا القطاع من خلال مشاريع هيكلية طموحة، تتثمل في بناء مركز التكوين في مجال حرف الصناعة التقليدية بمدينة بركان، الذي حضي بشرف تدشينه من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال زيارته الميمونة لإقليم بركان سنة 2012، وذلك بالإضافة إلى بناء قريتين للصناع التقليديين ببركان وبالمحطة السياحية للسعيدية كفضاءين مندمجين لإنتاج وعرض وتسويق منتجات الصناعة التقليدية، كما تمت أيضا برمجة انجاز مشروع قرية أخرى بأحفير بتكلفة إجمالية تقدر ب 8 مليون درهم .
وحفاظا على الحرف التقليدية من الاندثار ومن أجل التكوين في مجال الخياطة التقليدية و إدماج المرأة في ميدان الشغل، تم بتاريخ 27 يناير 2016 تسليم تجهيزات وآلات خاصة بالخياطة التقليدية تم اقتناؤها من طرف المبادرة الوطنية في إطار برنامجها الأفقي بشراكة مع جمعية التضامن للصناع التقليدين بتكلفة إجمالية قدرها 260 ألف درهم .
كما تم كذلك دعم تعاونية الإبداع الحرفي بمبلغ 70 ألف درهم من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل إقتناء آلات الخياطة. وفي مجال دعم المرأة في وضعية صعبة، تم اقتناء آلات الخياطة لفائدة مركز المرأة في وضعية صعبة بمبلغ 200 ألف درهم، من أجل التكوين في حرف الخياطة، مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إدماح المرأة في الحياة العملية وتوفير مداخل قارة بالنسبة لهن، وقد عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ايضا على تقديم دعم مالي قدره 60 ألف درهم لفائدة تعاونية النصر للزرابي التي تنشط داخل مركز التكوين في حرف الصناعة التقليدية ببركان من أجل ‘‘ آلة الحداقة ‘‘.
وموازاة مع ذلك تم تنظيم عدة معارض، أهمها المعرض الذي نظم بمناسبة التظاهرة الفلاحية الكبرى ببركان ‘‘ Les Comices Agrigoles‘‘ سنة 2013. والمعرض المنظم على هامش البطولة العربية لكرة اليد التي احتضنها اقليم بركان للمساهمة في التعريف بمنتوج الصناعة التقليدية والإقتصاد الإجتماعي على مستوى الإقليم .
كما عرف هذا الاجتماع نقاشا مستفيضا وبناء تخللته عدة مداخلات أبرزها مداخلة السيد رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق التي أكد فيها على انه في إطار ترسيخ سياسة التشاور والتعاون بين مختلف الهيآت المنتخبة سيتم إبرام اتفاقية شراكة بين غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق والجماعات الترابية التابعة لإقليم بركان من اجل تنمية قطاع الصناعة التقليدية والعاملين في حقله وفق رؤية شمولية تعمل على خدمة الساكنة المحلية وتحسين مردوديتها وخلق فرص للشغل ومحاربة الهشاشة .
وفي هذا السياق اتفق الحضور على تنظيم لقاء تواصلي قريبا يجمع حرفيي قطاع الصناعة التقليدية والتعاونيات الحرفية والجماعات الترابية وباقي الفاعلين بالاقليم ، إضافة الى انجاز دراسة حول واقع وآفاق هذا القطاع الحيوي وتنظيم عملية إحصاء وجرد شامل للصناع والحرفيين بالإقليم .
وفي ختام هذا اللقاء أجمع المتدخلون على ضرورة إستثمار كل الطاقات والإمكانيات المتاحة مع بذل المزيد من الجهود للرقي بأداء الحرفيين وتعزيز قدراتهم وتأهيل بنيات الإنتاج والرفع من جودة المنتوجات في اطار تكريس سياسة القرب مع الصناع التقليديين، والعمل أيضا على دعم التكوين لفائدتهم وتمكينهم من اكتساب المهارات التقنية والتدريبية اللازمة لتحسين إنتاجهم وجودة منتوجاتهم. وتصريفها محليا ووطنيا ودوليا، عبر خلق الفضاءات الملائمة للتسويق، والعمل في نفس الوقت على إحياء الحرف الفنية العتيقة ذات القيمة التاريخية والمهددة بالزوال مثل الجلابة الزناسنية وزربية البويحيي. هذا فضلا عن مواكبة الشباب المتدرب في حرف الصناعة التقليدية، وتشجيعهم على الإندماج في الحياة العملية عبر إحداث شبابيك للتوجيه والمصاحبة ومساعدتهم على خلق مقاولات جديدة إلى جانب تطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة بالقطاع، عن طريق تقديم الدعم اللازم، سواء في صورة خدمات مجانية، أو خدمات مدعومة في مجال الإنتاج والتسويق والتمويل.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.