صباح الشرق / متابعة
غادر قنصل إسبانيا السابق بالناظور، جوسيه لياندرو كونسارانو غوارديولا، منصبه بقرار لوزارة خارجية بلاده، في بداية شهر أبريل الماضي، بعدما تمت إقالته بسبب شبهات تتعلق بـ”رفض تأشيرات مواطنين مغاربة دون مبرر”.
ونشر بالجريدة الرسمية الإسبانية، في أبريل، القرار رقم 48/204413A0001، الذي يهمّ تعيين قنصل جديد بالناظور، مكان غوارديولا، هو رافاييل ماريا سانشيز، الذي باشر مهامه بشكل رسمي في 18 أبريل.
وبدأت القضية بعد توجيه جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، في دجنبر، شكاية إلى وزارة الخارجية الإسبانية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وسفارة إسبانيا بالرباط، تتهم فيها القنصل الإسباني السابق بالناظور بـ “عمليات تلاعب فيما يخص تقديم الفيزا”.
وعلى إثر ذلك، وبحسب سعيد الشرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، تم تشكيل “لجنة تفتيش” قامت بالتحقيق مع القنصل غوارديولا، والاستماع إلى الموظفين الدبلوماسيين الآخرين، وكذا إلى جمعيته سالفة الذكر، صاحبة الشكاية، التي قدمت مجموعة من الدلائل والبيانات.
وطالع الموقع وثيقتين رسميتين لهذه الجمعية، واحدة إلى سفارة مدريد بالرباط، والأخرى إلى وزارة الخارجية الإسبانية.
وتوصلت بعد ذلك لجنة التفتيش ووزارة الخارجية الإسبانية إلى قرار إقالة القنصل السابق غوارديولا في الأول من أبريل الماضي، وإصدار تعيين جديد حينها، ظهر بشكل رسمي في الجريدة الرسمية بتاريخ 18 أبريل.
ونفى مصدر دبلوماسي جيد الاطلاع ما تم تناقله عبر وسائل إعلام أخرى هذا اليوم من “إغلاق دائم لقنصلية إسبانيا بالناظور”، مؤكدا أن القنصلية “تشتغل بشكل عادي وتقدّم خدماتها يوميا”.
وسبق أن كشف تقرير لجريدة “لاراثون” الإسبانية عن تفاصيل أولية حول الواقعة، إذ صرّح أحد المتضررين بأنه “لم يتمكّن من الحصول على التأشيرة رغم توفّره على كافة الشروط القانونية”.
وأورد المصدر ذاته أن مسؤولا سياسيا بالناظور صرح هو الآخر بأن هذا التصرف منعه من السفر إلى مليلية المحتلة، واعتبره “تصرّفا عنصريا”.
ولا يعرف مصير القنصل الإسباني السابق بالناظور، جوسيه لياندرو كونسارانو غوارديولا، بعد الإقالة، فيما أكد المصدر الدبلوماسي سالف الذكر أن “المسألة لم تظهر بشكل واضح للعموم حينها، ولا شيء رسميا سوى ما تم نشره”.
وموازاة مع تعيين القنصل الجديد بالناظور، عيّنت إسبانيا سكرتيرا جديدا بسفارتها بالرباط، وفق عدد الجريدة الرسمية سالف الذكر، هو غاريكا بلانكو.
وجاءت هذه الواقعة في سياق تسارع كبير في العلاقات بين البلدين، حيث زار رئيس الحكومة الإسبانية الرباط في فبراير المنصرم، وأكد حينها “أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرباط بمدريد”.
وقال سانشيز إن “العلاقات بين البلدين وصلت إلى مراحل مهمة، كما أن المحادثات مع العاهل المغربي شملت العديد من مجالات التعاون”.
وأورد رئيس حكومة إسبانيا أن “المحادثات عرفت تقديم تحيات العاهل فيلبي السادس إلى الملك”، مشيرا إلى أن “إسبانيا والمغرب يعيشان مرحلة مهمة من التعاون”.
وشدد المسؤول الإسباني على أن “المشاورات شملت موضوع مونديال 2030، وستتم تقوية التعاون بين البلدين في هذا الشق”.