صباح الشرق
بعد مسيرة مهنية زاخرة امتدت لعقود، تحال المهندسة المعمارية نادية إدريسي إلى التقاعد، تاركة بصمة لا تُمحى في مجال تحديث البنية التحتية وتطوير العمل الإداري، وهي بصمة ستظل حاضرة في العديد من المشاريع والمبادرات التي أطلقتها عمالة بركان برئاسة السيد العامل محمد علي حبوها طبقا لما جاءت به التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس وحرصت على تنفيذها بأعلى معايير الجودة والتميز.
✅عطاء مستمر من أجل تطوير الخدمات
نالت المهندسة نادية إدريسي سمعة واسعة بفضل تفانيها وحسها الفني الدقيق الذي ساهم في تحقيق نقلة نوعية في مشاريع البنية التحتية.
فمنذ بداية مسيرتها المهنية، وضعت نصب عينيها الارتقاء بجودة الخدمات، وحرصت على أن تعكس مشاريعها تلك الرؤية، بدءًا من البنايات الإدارية التي أشرفت على تحديث تصاميمها وتنفيذها إلى المشاريع الكبرى التي قادتها لتحسين جودة المرافق العامة.
وقد تميزت إدريسي نادية،دورها الفعّال في تحديث العمل الإداري وتعزيز جاذبية المنشآت الحكومية، مما أسهم في تيسير خدماتها للمواطنين وخلق بيئة عمل مريحة لموظفي الإدارة. لم تتردد إدريسي في إدخال تقنيات البناء الحديثة وتطبيقات التصاميم المستدامة، حيث كانت من أوائل من تبنوا نهجًا صديقًا للبيئة يضمن استدامة المشاريع وتوفير الطاقة.
✅ إسهامات بارزة في المشاريع التنموية
شاركت المهندسة نادية في قيادة عدد من المشاريع التنموية التي تهدف إلى تحديث البنية التحتية في مختلف المناطق. وتمثلت إسهاماتها في إعادة هيكلة العديد من المنشآت الحكومية والمراكز الخدمية، حيث كانت تسعى دائماً إلى جعلها أكثر كفاءة وملاءمة لمتطلبات المواطنين. وقد ساعدت هذه المشاريع في تعزيز الخدمات المقدمة ورفع مستوى استجابة الإدارة للاحتياجات المتزايدة للمرتفقين..
✅ العمل في الإدارة: قيادة حكيمة واستثمار في الطاقات
لم تقتصر إسهامات إدريسي على الميدان التقني فحسب، بل تعدت إلى مجال العمل الإداري، حيث كانت تتميز بإدارة حكيمة استثمرت من خلالها في كفاءات الشباب وأعطت الأولوية لتأهيلهم وتدريبهم على تحمل المسؤوليات وتنفيذ المشاريع وفق معايير دقيقة. وقد شكلت في ذلك مدرسة فريدة من نوعها أثرت بها أجيالاً من المهندسين الذين استفادوا من خبرتها وتوجيهاتها الرشيدة.
لقد أظهرت إدريسي قدرة فائقة على تسيير فرق العمل وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المشتركة، كما أسهمت في إرساء معايير جديدة للعمل المعماري والإداري، حيث كانت تلهم فريقها بروح الإبداع والمسؤولية، وهو ما ساهم في تحقيق جودة عالية في كافة المشاريع التي أنجزتها.
تكريم مستحق وتقدير لعطاء لا ينضب
بإحالتها على التقاعد، تطوي المهندسة نادية إدريسي صفحة مشرقة من العطاء المتواصل. وتظل إنجازاتها شاهدة على جهودها ومثابرتها في خدمة الصالح العام، حيث لا تزال مشاريعها تحقق فوائد جمة وتسهم في تحسين مستوى الحياة للمواطنين.
إن هذا التقدير الذي تحظى به إدريسي من زملائها والمواطنين على حد سواء يعكس حجم الإنجازات التي قدمتها، فقد كانت نموذجاً للمهندسة المتفانية، وتمثل نبراساً للجيل القادم من المهندسين الذين يسيرون على خطاها ليواصلوا ما بدأته من مشاريع رائدة.
ختاماً، فإن هذا المقال ليس إلا شهادة تقدير مستحقة لامرأة قدمت الكثير ووهبت مهاراتها وكفاءاتها لخدمة الوطن، فكل التحية والتقدير للمهندسة نادية إدريسي على كل ما قدمته، ونتمنى لها حياة مليئة بالراحة والنجاح بعد سنوات طويلة من العطاء اللامحدود.