صباح الشرق
في وقت كان فيه آلاف الزوار ينتظرون صيفاً منعشاً على رمال «الجوهرة الزرقاء»، وجدوا أنفسهم في مواجهة مشكل حاد يعكر صفو عطلتهم، يتمثل في الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، التي طالت عدة أحياء ومرافق حيوية بمدينة السعيدية، من بينها المقاهي والمطاعم وحتى المنازل المستأجرة لقضاء العطلة الصيفية.
هذه الانقطاعات، التي تتزامن مع ذروة الموسم الصيفي وتوافد مئات الآلاف من السياح من داخل المغرب وخارجه، جعلت العديد من العائلات والمصطافين يعيشون أوضاعاً صعبة، حيث أضحى مشهد الحنفيات الجافة مألوفاً، خصوصاً في الطوابق العليا وبعض التجمعات السكنية، التي لم تعد تتوصل بالماء إلا بعد الثامنة ليلاً، ما خلق حالة من القلق والامتعاض وسط المصطافين الذين قصدوا المدينة لقضاء عطلة صيفية مريحة.
وتعود أسباب هذه الأزمة، وفق معطيات متطابقة حصلت عليها الجريدة، إلى تهالك شبكة توزيع الماء الصالح للشرب التي ترجع لعقود خلت، دون أن تطالها أي عمليات تجديد أو صيانة شاملة.
هذه الشبكة المتهالكة تتسبب في تسربات مائية وأعطاب متكررة، تزيد من معاناة السكان.
ومع تزايد أعداد الوافدين على المدينة منذ مطلع يونيو 2025، وتضاعفها مع بداية عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يبدو أن هذه الأزمة مرشحة للتفاقم، ما لم تتدخل الجهات المعنية بشكل عاجل لإيجاد حلول عملية تضع حداً لمعاناة السكان والزوار، وتصون سمعة السعيدية كوجهة سياحية وطنية ودولية.