بركان بلا مسابح.. أحلام مائية عالقة بين المجد والزلاقة/الجزء الثالث من سلسلة: عامل الإقليم الجديد عبد الحميد الشنوري أمام مرآة الانتظارات…!!

Houcine Daoudi
2025-06-26T18:18:57+00:00
الجهوية
12 يونيو 2025

InCollage 20250612 003032131 copy   - www.sabahachark.com

الجزء الثالث:من سلسلة عامل الإقليم الجديد عبد الحميد الشنوري أمام مرآةالانتظارات…!!

في مدينة تشتد فيها حرارة الصيف كما يشتد عطش الشباب إلى متنفسات رياضية وترفيهية حقيقية، تتوالى المشاريع وتتناسل الوعود، لكن الواقع يظل جامدًا كإسمنتٍ لم يُصبّ، وصامتًا كماءٍ لم يُسكب. بركان، المدينة التي أنجبت أبطالاً رياضيين، ما تزال حتى اليوم محرومة من مسبح يليق بمقامها ومقام أبنائها. والنتيجة: مشروعان اثنان، حلمان عالقان.

مشروع المجد.. المسبح شبه الأولمبي الذي لم يولد بعد

في السادس من نونبر 2017، وتزامنًا مع تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، احتضن حي المجد مراسيم وضع حجر الأساس لمسبح مغطى شبه أولمبي، في حفل رسمي حضره عامل الإقليم، ورُصد له غلاف مالي يزيد عن 10.7 مليون درهم. المشروع كان بمواصفات دولية: حوض سباحة بطول 25 مترًا وعرض 15 مترًا، إلى جانب مستودعات ملابس، غرفة تمريض، مكتب للطاقم التقني، ومرافق صحية، على مساحة تناهز 6449 مترًا مربعًا.

كانت الآمال كبيرة في أن يُحدث المشروع ثورة رياضية محلية، وينقل المدينة إلى مصاف الحواضر التي تراهن على الرياضة كرافعة للتنمية والشباب. غير أن الواقع جاء مخيبًا. ثمان سنوات مرت والمشروع لا يزال أسيرًا للأوراق والتصاميم، دون أن تكتمل فيه أشغال ولا تُرفع فيه أصوات سباحين، سوى صرخات الغضب والاستياء من الساكنة.

مسبح حي الزلاقة…مشروع متكامل ومعطل على أرض الواقع

في الجهة الأخرى من المدينة، وبالضبط بحي الزلاقة،أطلق يوم 24 فبراير 2018،
مشروع رياضي آخر، لا يقل أهمية، يدخل ضمن رؤية شمولية على مساحة 31 هكتارًا. وقد تم إعطاء انطلاقة الأشغال بحضور عامل الإقليم وعدد من المنتخبين والمسؤولين المحليين.
ويضم المشروع:مسبح مغطى شبه أولمبي
ومسبح للأطفال وإدارة للتسيير ومرافق صحية وساحة للعب الأطفال، ومساحات خضراء بمساحة تقدر ب 1000 م²
وبتكلفة إجمالية تقدر ب 4.5 مليون درهم
كما شمل المشروع بناء ملعبين للقرب مكسوين بالعشب الاصطناعي، على مساحة 5424 م² (منها 1822 م² مساحة الملعبين)، بتكلفة قاربت 1.368 مليون درهم، مرفقين بمستودع للملابس
ومسكن للحارس وإنارة عمومي وسياج خارجي ومرافق صحية.
ورغم هذا التصميم المتكامل، ظل المشروع يراوح مكانه، ولم يرَ النور حتى اليوم، ليضاف بدوره إلى لائحة المشاريع التي عُلّقت في الهواء رغم توفر التمويل وتعدد الشركاء.
غير أن هذا المشروع، هو الآخر يلقى مصير “شقيقه الأكبر” المتواجد بحي المجد، ويُضاف إلى قائمة المشاريع التي تبدأ بالتصريحات وتنتهي في أدراج النسيان.

مدينة تسبح في الانتظار… والماء لا يزال معلقًا

من حي المجد إلى الزلاقة، ومن حجر الأساس إلى أوراق التصاميم، يتكرر السيناريو ذاته: مشاريع تُعلن وتُموّل، لكن لا تكتمل. وبينما يزداد عطش المدينة لمسابح ومرافق حيوية، يزداد أيضًا العطش للإرادة السياسية الحقيقية التي تخرج بركان من دوامة المشاريع المعطلة.

فهل تتحول المسابح من مجرّد تصاميم إلى مساحات تعج بالحياة؟
أم أن المدينة ستستمر في السباحة في برك من الوهم والتجاهل؟
بركان تطرح السؤال، والجواب معلّق في قاعات الاجتماعات… وتوقيعات القرارات.

الشنوري بين المطرقة والسِباحة

اليوم، ومع تعيين العامل الجديد عبد الحميد الشنوري، تجد بركان نفسها في لحظة مفصلية من أجل إعادة ترتيب أولوياتها التنموية. مسبحا المجد والزلاقة لا يمثلان مجرد منشآت ترفيهية، بل هما مرآة تعكس علاقة المسؤولين بالشباب والطفولة، واختبار حقيقي لمدى الجدية في الالتزام بالتنمية البشرية.

فهل يتحرك الشنوري لتصحيح المسار وإخراج المسبحين إلى النور؟
أم تظل المدينة تسبح في بحر الوعود، دون قطرة إنجاز؟

في انتظار الجواب، تبقى بركان بلا مسابح… وبلا ماء في عزّ القيظ.

ترقّبوا غدًاالجزء الرابع:
دار الثقافة بركان..تسع سنوات عجاففي مسرح العبث.

صباح الشرق 

InCollage 20250612 003831801 copy   - www.sabahachark.com

IMG 20180223 WA0009 640x471 1 - www.sabahachark.com

4 2 - www.sabahachark.com

DSC 4489 640x451 1 - www.sabahachark.com

20240610 174213 copy   - www.sabahachark.com

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.