الجزء الأول: النواة الجامعية… مشروع “مفتوح” بنكهة الإغلاق
بعد سنوات عجاف، عاش فيها إقليم بركان على وقع مسرح عبثي من المشاريع المعلّقة والآمال المجهضة، تطفو على السطح من جديد ملفات ساخنة تستوجب الحسم لا التسويف، في طليعتها ملف النواة الجامعية، ذلك المشروع الذي خاضت من أجله فعاليات محلية معارك طويلة في أروقة الوزارة، وانتُزع بالجهد والمرافعة من رحم الإقصاء، لكنه وُلد مشلولًا في مهد الانتظار.
ففي شتنبر 2024، تم الإعلان رسميًا عن افتتاح النواة الجامعية ببركان، وسط تغطيات إعلامية واحتفاءات رسمية، باعتبارها خطوة مفصلية في فك العزلة الأكاديمية عن الإقليم. المشروع يتضمن على الورق بنية تحتية واعدة: 8 مدرجات، 45 قسماً، منها 40 قسماً مغلقاً، و5 فقط مفتوحة مخصصة للتكوين في الرقمنة.
ورغم المظهر الخارجي للصرح الجامعي، إلا أن المضمون لا يرقى إلى تطلعات آلاف الطلبة الذين ما زالوا مرغمين على التوجه يوميًا نحو وجدة أو مدن أخرى لاستكمال مسارهم الجامعي، في معاناة مضنية ترهق الأسر وتقيّد آفاق الشباب.
لقد بات هذا “الإنجاز غير المكتمل” رمزًا مريرًا لمعادلة المشاريع المجمدة ببركان: حضور إسمنتي.. وغياب فعلي للخدمة العمومية. فهل يُعقل أن يُفتح مشروع جامعي بتلك الكلفة الضخمة، دون أن يُستثمر فعليًا في قدرته الاستيعابية وتنوع شعبه الجامعية؟ وهل كان الغرض فقط افتتاح الواجهة دون تشغيل الجوهر؟
ومع كل هذا، لا تزال الأصوات ترتفع مطالبة بـتسريع وتيرة التفعيل الفعلي للمؤسسة، وتوسيع الاستقطاب المفتوح، لتمكين شباب الإقليم من حقهم الطبيعي في التعليم الجامعي دون عناء الترحال اليومي.
فهل يتحرك عامل الإقليم عبد الحميد الشنوري ليُطلق رصاصة الرحمة على هذا الجمود؟
أم سنظل نرقب من بعيد مشروعاً “جامعياً” مفتوحاً في اسمه… مغلقاً في جوهره؟
– ترقبوا يوم غد الجزء الثاني:
شارع محمد الخامس يغرق في الظلام الدامس وغياب أعمدة الإنارة في زمن الإنارة الذكية.
صباح الشرق