صباح الشرق / SABAHACHARK
كعادتها جددت مدينة وجدة التزامها بالمشاركة الفعالة في الحملة الوطنية للتحسيس بسرطان الثدي، في خطوة تعكس الوعي الجماعي المتزايد بأهمية الوقاية، وتترجم شعار “ليك ولكل غالية عليك” من مجرد كلمات إلى فعل إنساني نبيل يستحق أن يُستدام.
ففي إطار الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي، نظم مركز الكندي الشرقي بمدينة وجدة، بتنسيق مع جمعية الشبيبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وأصدقاؤها، يوماً تحسيسياً وتوعوياً موجهاً للنساء، احتفاءً بشهر أكتوبر الوردي الذي يُخصص عالمياً لنشر ثقافة الوقاية والكشف المبكر عن هذا المرض.
اللقاء الذي شهد مشاركة أكثر من 250 امرأة من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية، حيث شكل مناسبة لتقاسم المعرفة الطبية، وتبسيط طرق الفحص الذاتي المنزلي، وتعزيز الثقة في أهمية الكشف المبكر كوسيلة فعّالة للحد من مخاطر سرطان الثدي وإنقاذ الأرواح
وقدمت الدكتورة جهان مهدي، المديرة الطبية لمركز الكندي الشرقي، عرضا مفصلا تميز بشرح عملي حول كيفية إجراء الفحص الذاتي اليومي للثدي، والطريقة الصحيحة لملاحظة أي تغيّر في الشكل أو الحجم أو الملمس، مشددة على ضرورة زيارة الطبيب بشكل دوري، وعدم التهاون مع أي مؤشرات غير طبيعية. كما أوضحت أن الكشف المبكر يرفع بشكل كبير من نسب الشفاء الكامل ويقلل من المضاعفات النفسية والجسدية التي قد ترافق مراحل العلاج المتقدمة.
من جهتها، أبرزت الدكتورة هاجر أن سرطان الثدي يُعدّ أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في المغرب، وأن نصف الحالات تقريباً تُكتشف في مراحل متقدمة بسبب ضعف الوعي أو الخوف من الفحص. وأضافت أن النساء فوق سن الخمسين يُنصحن بإجراء تصوير الثدي بالأشعة بشكل دوري في المراكز الصحية المعتمدة، بينما يجب على الفتيات والنساء ابتداء من سن الخامسة والعشرين الحرص على زيارة الطبيب مرة واحدة في السنة على الأقل.
بدورها أكدت حورية عراض، رئيسة جمعية الشبيبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وأصدقاؤها بوجدة، أن هذا النشاط يدخل ضمن جهود الجمعية لتقريب المعلومة الطبية من المواطنات، وتوجيه رسالة قوية حول أهمية الوقاية كخط الدفاع الأول ضد سرطان الثدي. وقالت إن العديد من النساء، خصوصاً في المناطق الهامشية، ما زلن يجهلن طرق الفحص أو يستخفن بأعراض بسيطة قد تكون مؤشراً مبكراً على المرض، وهو ما يجعل مثل هذه اللقاءات التحسيسية ذات أثر اجتماعي وإنساني عميق.
وأضافت عراض أن الجمعية تسعى من خلال هذه المبادرات إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من النساء، وتحفيزهن على المبادرة إلى الفحص دون تردد، لأن الاكتشاف المبكر لا ينقذ حياة امرأة فحسب، بل يحافظ على توازن أسرة بأكملها.

























