صباح الشرق/ الحسين الداودي
تحت شعار: “المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها” وفي أجواء من الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، احتضنت ساحة مرجان بسيدي سليمان شراعة – بركان، عشية الخميس 6 نونبر 2025، كرنفالًا وطنيًا بهيجًا تخليدًا للذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، في نسخته العاشرة تميزت بالتجديد في الشكل والعمق في الرسالة.
نُظم هذا الحدث الوطني الكبير من طرف جمعية الشعلة للتربية والثقافة – فرع سيدي سليمان شراعة، بشراكة مع باشوية سيدي سليمان شراعة وجماعة سيدي سليمان شراعة وعدد من الشركاء والمؤسسات المحلية وبتنسيق مع السلطات المحلية، تحت إشراف السيد الباشا وقائد باشوية سيدي سليمان شراعة، وبمشاركة واسعة لأزيد من تسعين جمعية تربوية وثقافية ورياضية من مختلف مناطق إقليم بركان.
انطلقت فعاليات الحفل الوطني ابتداءً من الساعة الثالثة بعد الزوال باستقبال الوفود المشاركة وتسجيلها، لتُفتتح المراسم بعزف النشيد الوطني المغربي، تلاه كلمة افتتاحية ألقاها الأستاذ منير حمودي رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع سيدي سليمان شراعة، عبّر فيها عن رمزية المناسبة في الوجدان المغربي، وما تجسده من قيم التضحية والوحدة والإيمان بعدالة القضية الوطنية.
وفي حدود السادسة مساء، أعطيت إشارة انطلاق الكرنفال الوطني الكبير، الذي جاب الشوارع الرئيسية للمدينة في موكب احتفالي مهيب، انطلق من ساحة مرجان مرورًا بحي بوعياد وحي امكعد الراس في اتجاه جماعة سيدي سليمان شراعة، وصولًا إلى شارع الجيش الملكي قبل العودة مجددًا إلى نقطة الانطلاق، وسط حضور جماهيري فاق 5000 متفرج من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، الذين تابعوا العروض واللوحات التعبيرية الوطنية وسط أجواء من البهجة والاعتزاز.
وبعد عودة الموكب إلى ساحة مرجان، افتُتح الحفل الرسمي بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها تحية العلم على أنغام النشيد الوطني، لتتوالى الفقرات الفنية والتربوية التي جسدت حب الوطن وعمق الارتباط بالعرش العلوي المجيد. وقدّم أطفال الجمعية لوحات فنية وكلمات وطنية مؤثرة، من أبرزها لوحة بعنوان “أوليدي”، تلتها عروض فلكلورية تراثية واستعراضات في فن الكاطا، ثم قراءة شعرية للأستاذ محمد فردي، قبل أن تختتم السهرة الوطنية بـكشكول غنائي وطني أدّاه الفنان المختار البركاني بمرافقة الفرقة النحاسية وفرقة العرفة، لتُختتم الأمسية بإطلاق الشهب النارية التي أضاءت سماء سيدي سليمان شراعة في مشهد وطني بديع.
ويهدف هذا الاحتفال، الذي يتزامن مع الاعتراف الأممي بمبادرة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي لقضية الصحراء المغربية، إلى ترسيخ قيم المواطنة والانتماء، وتعميق روح الوحدة الوطنية في نفوس الناشئة والأجيال الصاعدة، واستحضار الملحمة التاريخية الخالدة التي قادها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، واستكمل مسيرتها التنموية والوحدوية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
ويجسد اختيار الشعار الوطني لهذه الدورة “المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”، عمق الارتباط بين الأجيال والمراحل، واستمرارية روح التضحية والوفاء للوطن، في تجسيد صادق لشعار الخلود:
“الله – الوطن – الملك.”

































































