صباح الشرق / SABAHACHARK
في أجواءٍ يملؤها الفخر الوطني والعطاء الإنساني، نظّمت جمعية مرضى السرطان بإقليم بركان، برئاسة السيدة زهور معافة، احتفالًا وطنيًا متميّزًا تخليدًا للذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفّرة، وذلك على مدى يومي الخميس والجمعة 6 و7 نونبر 2025 بمقر الجمعية بمدينة بركان.
ويأتي هذا الاحتفال تخليدًا لإحدى أعظم المحطات في تاريخ المغرب الحديث، رمز الوحدة الوطنية والإيمان الراسخ بعدالة قضية الصحراء المغربية، حيث شارك في هذه التظاهرة الوطنية والإنسانية نحو 150 منخرطًا من نساءٍ ورجالٍ وأطفالٍ وآباءٍ وأمهاتٍ، اجتمعوا على حب الوطن وروح التضامن.
وتزامن إحياء هذه الذكرى الغالية مع الزخم الدولي المتزايد حول مغربية الصحراء، ما أضفى على المناسبة طابعًا خاصًا ومغزى وطنيًا عميقًا، جعلها فرصةً لتجديد مشاعر الفخر والانتماء، وترسيخ قيم الوحدة والتكافل بين أفراد المجتمع.
وقد عمّت أجواء الفرح والحماس أروقة الجمعية، حيث شارك الأطفال المصابون بداء السرطان إلى جانب أسرهم وأعضاء الجمعية في فقراتٍ فنية وأناشيد وطنية وأنشطةٍ ترفيهية، أضفت على القلوب دفئًا، وبعثت في النفوس روح الأمل والتفاؤل.
وكانت لحظات مؤثرة حين ارتسمت الابتسامات الصافية على وجوه الأطفال المحاربين للمرض، الذين تحدّوا الألم وشاركوا الوطن فرحته بإرادةٍ قويةٍ وعزيمةٍ لا تلين، مؤكدين أن حبّ الوطن والحياة أقوى من أيّ وجع، وأن الإصرار على الأمل هو أجمل أشكال المقاومة.
وفي كلمتها بالمناسبة، عبّرت السيدة زهور معافة عن فخرها بهذه الذكرى المجيدة، مؤكّدةً أن الجمعية ستواصل رسالتها الإنسانية في دعم المرضى ونشر الأمل في نفوسهم، تمامًا كما غرست المسيرة الخضراء الأمل والوحدة في قلوب المغاربة قبل خمسين عامًا.
واختُتم الحفل بترديد النشيد الوطني في لحظةٍ مؤثرةٍ جمعت بين حبّ الوطن والإيمان بالحياة، في مشهدٍ يلخّص معنى الانتماء والوفاء، ويجسّد الرسالة النبيلة التي تواصل الجمعية نشرها بين منخرطيها وأطفالها: أن الأمل أقوى من الألم، وأن الوطن يحتضن أبناءه مهما اشتدت المحن.
