صباح الشرق
في ظل تواصل تساقطات الأمطار في جهة الشرق، استقبل سد محمد الخامس، خلال يوم واحد فقط، نحو 10 ملايين متر مكعب من المياه، ليرتفع حجم المياه المخزنة فيه إلى 81.83 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل نسبة 34.24% من طاقته الاستيعابية الإجمالية البالغة 239 مليون متر مكعب.
ورغم هذا الارتفاع الذي يبعث على التفاؤل، إلا أن السد لا يزال دون المستويات المعتادة التي كان يسجلها في مثل هذه الفترة من السنوات السابقة. ففي نفس اليوم من العام الماضي، بلغت نسبة ملء السد 44.7%، ما يعني أن السد لا يزال بعيدا عن المستويات التي كانت تعتبر طبيعية في تلك الفترة.
جدير بالذكر أن هذا التحسن الملحوظ يأتي بعد أن كانت وزارة التجهيز قد أعلنت يوم أمس أن مخزون المياه في السد بلغ 72.96 مليون متر مكعب، أي ما يعادل 29.52% من سعته. وبالتالي، فقد شهد السد خلال يوم واحد فقط ارتفاعا في منسوب المياه بنسبة 3.71%، وهو تطور يعكس تحسن تدفق المياه نتيجة التساقطات المطرية المتواصلة.
ويلعب سد محمد الخامس دورا حيويا في تزويد منطقة الناظور والأقاليم المجاورة بالمياه، سواء للري أو للاستخدام المنزلي. وقد عانى فلاحوا المنطقة خلال الأشهر الماضية صعوبات كبيرة في سقي مزروعاتهم والحفاظ على حياة أشجارهم بعد أن تسبب الجفاف في اتخاذ السلطات المائية قرار بقطع تزويدهم بمياه الري.
ويعتبر سد محمد الخامس من أقدم السدود في المملكة المغربية، حيث تم إنشاؤه عام 1967 على واد ملوية، وكان يمتلك حقينة تقدر بـ 730 مليون متر مكعب. لكن، بسبب تكرار سنوات الجفاف وظاهرة التوحل وتراكم الترسبات، تعرضت هذه الحقينة لتقليص كبير.
في إطار جهود تحديث وتعزيز السد، يجري حاليا تنفيذ مشروع تعلية سد محمد الخامس. يتضمن المشروع إضافة 12 مترا إلى ارتفاع السد وزيادة سمك الحاجز باستخدام الخرسانة، مما سيرفع ارتفاع السد من 55.4 مترا إلى 67.4 مترا. ومن المتوقع أن تتيح هذه التعديلات للسد الوصول إلى سعة تخزينية إجمالية تقارب مليار متر مكعب عند اكتمال الأعمال.
بدأت الأشغال الفعلية لهذا المشروع في أبريل 2021، ويقدر إجمالي تكلفة المشروع بـ 1.55 مليار درهم. وفي يوليوز من العام الجاري، وصلت نسبة تقدم الأشغال إلى 38%.