الملك محمد السادس يتجول بشوارع بركان , السعيدية ووجدة … على متن سيارته المسؤولون ببركان يحرمون السكان من رؤية ملك البلاد

daoudi
2013-10-30T19:42:53+00:00
إقتصادالجهوية
25 أكتوبر 2013

med 6

من إنجاز: صباح الشرق

منذ أن تناسلت الأخبار التي تؤكد بقرب حلول موعد الزيارة الملكية إلى الجهة الشرقية، عرفت مدينة بركان ارتفاعا غير مسبوق في وتيرة الأشغال، حيث بدأت الرتوشات واللمسات الأخيرة ” الترقاع ” خاصة في الشوارع الرئيسية، لعلّها تحجب بعضا من سوء البنيات التحتية المتردية للمدينة وتغطي على البطء المهول الذي تعرفه الأشغال منذ أمد بعيد، وهي التي ظلت لسنوات تمشي مشية عرجاء متثاقلة لتتعال فجأة أصوات المحركات، وتنطلق الآلات في الحفر، وتتهاوى ضربات المعاول على الأرصفة محاولة تزيين ما يمكن تزيينه، تفاديا لأية غضبة ملكية بإمكانها أن تعصف بمسؤولين من الهرم إلى القاع، فقد عودتنا زيارات الملك إلى مدن المملكة بنماذج متعددة من هذا القبيل ” إيوا الزِيار الملكي وما يدير “.
بركان تتزين لاستقبال الملك
استغرب سكان مدينة بركان للتغيير المفاجئ الذي حلّ بمدينتهم بين عشية وضحاها، فالظلام الدامس الذي ظل مدة طويلة يكتسح مختلف شوارعها، لا سيما شارع محمد الخامس، فبمجرد ما كانت الشمس تستعد للغروب لتترك مكانها لحلول الليل وضوء القمر يتحول بالرغم من حمولته الرمزية وموقعه وسط المدينة إلى مكان مظلم باستثناء بعض اللوحات الاشهارية الخاصة بالأبناك والمؤسسات الخاصة، حيث كان المواطن البركاني يتحاشى المرور منه خوفا من أن يتعرض سبيله المتسكعون وقاطعوا الطريق , لكن هيهات…. هيهات…. أن يستمر الوضع على ما هو عليه وصاحب الجلالة الملك محمد السادس يزور أقاليم الجهة الشرقية، فتحول الظلام الدامس إلى نور ساطع، وأصبحت بركان مضيئة مشعة , والأضواء منتشرة في كل مكان ” حتى توحشنا الأضواء في شوارع بركان ” لتعطي للمدينة رونقا وجمالية، فلا مكان للأوساخ والأزبال، فالمدينة قد تزينت بأبهى حلل الزينة، ولبست ثوبا زهيا حنّ قلب سكانها أن يروها على ما هي عليه، من آيات تسحر الناظرين.
المختلون والمتشردون الذين تكالبوا على بركان مؤخرا، لا مكان لهم اليوم بيننا فقد تمّ إجلاؤهم ومحوهم من شوارع المدينة، وهو المشكل الذي أرق سكانها وشغل بالهم وظل محط انتقادهم… وإذا كانت الأمور لا تتحسن إلا أثناء الزيارات الملكية فنتمنى أن تكون السنة كلها زيارات ملكية.
بطء في الأشغال …”علاش وجدة والناظور واه وبركان لا ”
تعكس الزيارات التي يقوم بها الملك محمد السادس للجهة الشرقية حرصه على النهوض بهذه المنطقة والرفع من مستوى عيش ساكنتها، خاصة وأنها مؤهلة ، بحكم موقعها وثرواتها، لأن تصبح في قلب التوجهات الإستراتيجية للمغرب، وكذا في صلب الاندماج الاقتصادي المغاربي المتوسطي.
وتجسد هذا الحرص الملكي في التتبع المستمر لمختلف الأوراش بالجهة، ولا أدل على ذلك زيارته المتعددة للجهة منذ اعتلاء عرش أسلافه المنعمين، تميزت كلها بإطلاق مشاريع ضخمة غيرت من ملامح المنطقة التي تعد الثانية من حيث المساحة على الصعيد الوطني ( تمثل 11.6 في المائة من المساحة الإجمالية للمملكة ).
لكن مجموعة من المشاريع التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إطلاقها ببركان على سبيل المثال تخلفت عن موعد انتهاء الأشغال بها ومنها من لم ترق لمستوى التطلعات، ففي 5 يوليوز 2008، أعطى جلالته بالإقليم انطلاق مشاريع تنموية مهمة فلاحية وحضرية، همت الأولى اقتصاد وتثمين الموارد المائية المخصصة للأغراض الزراعية بملوية، وإحداث قطب للصناعة الفلاحية ببركان، بغلاف مالي إجمالي بلغ 1 مليار و850 مليون درهم، فيما همت الثانية إنجاز برنامج التأهيل الحضري للمدينة بغلاف مالي بلغ 271 مليون درهم.

SM_errachidia3_g

فبخصوص القطب الصناعي الفلاحي فيندرج في إطاربرنامج شامل لانجاز قطب للتنمية الصناعية بالمنطقة الشرقية ” شرق المتوسط ” بهدف إرساء قواعد التنمية على المستويين الجهوي والوطني، وكانت أشغال إنجاز شطره الأول في يونيو 2009، على أن ينطلق الشروع في استغلاله في شتنبر 2010، لكن هذه الأشغال عرفت تأخرا عن موعدها المحدد فلم ينته هذا الشطر إلا أياما معدودات قبل الزيارة الملكية، في حين أنّ آجاله تسبق تاريخ انتهاء شطره الأول بكثير.
أمّا عن برنامج التأهيل الحضري للمدينة خلال الفترة ما بين 2008 و2011 والتي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس مراسيم التوقيع على اتفاقية شراكتها أنذاك، فجاءت لتجاوز الاختلالات التي يعرفها المجال العمراني ببركان، والتي تعود بالأساس إلى انتشار السكن غير القانوني وتوسيع النسيج العمراني للمدينة بطريقة أفقية، وكذا ضعف البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية، كما قدمت لجلالة الملك ( يوم السبت 5 يوليوز 2008 ) شروحات حول برنامج التأهيل الحضري لبركان، الذي يهدف إلى تهيئة مداخل المدينة والشوارع الرئيسية، وتثنية القنطرة الموجودة على واد شراعة، وفتح طريق مهيكلة، وتقوية شبكة الإنارة العمومية، وتهيئة الساحات العمومية…. غير أن أشغال تهيئة الشوارع ومداخل المدينة ظلت منذ ذلك التاريخ تكشف يوما بعد يوم عن سلسلة من الأعطاب والاختلالات توجت بانقطاع التيار الكهربائي بشكل نهائي عن الجزء الأكبر من الشارع بعدما ظل المسؤولون لمدة تتجاوز سنتين يتعاملون بأساليب الترقيع، حيث يعمدون إلى تقسيم الشارع إلى منطقتين يتم إنارتهما بالتناوب بشكل يثير كثيرا من السخرية مع أن الأشغال القانونية كان من المفروض أن تنتهي خلال سنة 2011، زد على ذلك أن القنطرة تأخرت عن موعد انتهاء الأشغال، وبدورها تمّ ترقيعها قبل حلول موعد الزيارة الملكية عن طريق بعض الرتوشات حيث لم تكتمل الأشغال بعد بصفة نهائية، كما أن عملية تزفيت الطرقات كانت ليلا، وتبليطها والأرصفة حدث في آخر الحظات ( الوقت بدل الضائع ) , لتحظى كل المدن بشرف استقبال الملك إلا بركان ويحرم مسؤولوها السكان من رؤية ملك البلاد  .
مشاريع وتدشينات
من المرتقب أن يدشن الملك محمد السادس، مجموعة من المشاريع خلال زيارته لأقاليم الجهة الشرقية. فبمدينة بني ادرار سيشرف جلالته على إعطاء انطلاقة مشروع التأهيل الحضري لهذه البلدية , وسيقدم لجلالته برنامج التأهيل الحضري لبلدية النعيمة , ومشروع حماية بني ادرار من الفياضانات , وبرنامج التطهير السائل لبني ادرار, كما سيقدم لجلالته خلال هذه الزيارة الملكية حالة تقدم المشروع المندمج للقطب التكنولوجي لوجدة , وثلاثة مراكز كائنة بكامبيس المعرفة , فضلا عن الوحدات الصناعية القائمة أو تلك التي هي في طريق التأسيس . وفي إطار البنيات التحتية الأساسية هناك مجموعة من المشاريع والأنشطة المندرجة في هذا الإطار , منها تقديم الأشغال التقوية بشبكة صرف المياه العديمة ومياه الأمطار بالجهة الشمالية لمدينة وجدة وحي التنيس . والوقوف على تقديم أشغال شبكة الصرف الصحي السائل للجهة الشمالية الغربية والجهة الشرقية لوجدة . ثم الوقوف على تقدم الأشغال الخاصة بالبنية التحتية الطرقية بعمالة وجدة , منها المسلك الرابع بالكربوز بالطريق الوطنية رقم 2 , وتثنية الطريق الدائري غرب مدينة وجدة , على طول 6.5 كلمترا , ثم تقديم استراتيجية تقوية وإعادة هيكلة شوارع المدينة في أفق 2020 , فضلا عن توقيع اتفاقية مرتبطة بالتأهيل الحضري المندمج لمدينة وجدة ( 2013-2016 ) بالإضافة إلى إعطاء انطلاقة أشغال بناء الطريق الرابطة بين شارع الجيش الملكي والطريق الدائرية غرب وجدة . كما سيضع صاحب الجلالة خلال هذه الزيارة الملكية الحجر الأساس لمشروع بناء المحطة السككية الجديدة , وسيطلع جلالته على تقدم الأشغال في مشروع القطب الحضري بوجدة , تقديم مشروع كهربة خط السكة الحديدية الرابطة بين وجدة وفاس , ثم مشروع بناء مركز متعدد الخدمات للمحطة السككية الجديدة .
أما في المجال الصحي , فستعرف مدينة وجدة إعطاء انطلاق ورش ” البرنامج الوطني للصحة النفسية ” وسيأتي انطلاق هذا البرنامج في أعقاب افتتاح مستشفى الرازي للأمراض العقلية بشارع علال الفاسي .

أما في ما يتعلق بالمستشفى الجامعي , فسيتم افتتاحه مستقبلا , بالرغم من إتمامه وتجهيزه , وذلك راجع إلى طلب العروض المتعلقة بالأطر الطبية التي يتطلبها هذا المستشفى , والبالغة حوالي 480 موظفا . كما سيدشن جلالة الملك مشاريع رياضية , حيث سيتم افتتاح قاعة مغطاة لمختلف الرياضات بحي لارازي و ومقر العصب الرياضية بالجهة الشرقية , ثم تقديم مشروع إنشاء قاعة مغطاة بحي النجد . هذا , وسيتم تقديم برنامج إنشاء 24 ملعب قرب بمختلف أحياء مدينة وجدة , وافتتاح المركز السوسيو رياضي لحي العرفان , وهو مركز يضم ملاعب رياضية بالعشب الإصطناعي  , كما سيتم خلال هذه الزيارة الملكية تقديم مشروع إحداث ملعب لكرة الريكبي خاص بالتداريب وبالعشب الإصطناعي . كما سيدشن جلالته ساحة سيدي عبد الوهاب , حيث ستقدم لصاحب الجلالة أشغال تهيئة باب سيدي عبد الوهاب , وتدشين وزيارة مركز المركب التجاري , فضلا عن تمكين 10 مستفيدين من شواهد الاستيلام .وفي مجال الصناعة التقليدية سيتم تدشين مركب للصناعة التقليدية قرب محكمة الإستئناف , وآخر خاص بالتكوين بحي الأمل ( لمحرشي ) , كما سيقدم لجلالته خلال هذه الزيارة برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ( 2012-2013 ) بعمالة وجدة أنكاد , وافتاح المركز السوسيو رياضي والتكوين ” البساتين ” ( بحي ازغاميم غار البارود ) ثم تدشين دار الأشخاص المسنين , كما ستشهد مدن : بركان , جرادة , تاوريرت , الناظور والدريوش , مجموعة من المشاريع ذات الطابع التنموي والإجتماعي . وبهذها تكون هذه الزيارة الملكية الميمونة تحمل بين ثناياها مشاريع تنموية ضخمة , ستعود على ساكنة المنطقة بالخير والنفع .
الملك يتجول عبر سيارته
اعتاد الملك محمد السادس، خلال زيارته لمختلف أقاليم وجهات المملكة أن يقوم بخرجات غير رسمية وهو على متن سيارته يقودها بنفسه. وكثيرة ما حملت زيارته للجهة الشرقية بجولاته داخل أقاليمها ومدنها، فقد شوهد وهو يسوق سيارته ويضع حزامة السلامة بشوارع وجدة ، يحترم إشارة المرور، ويعطي الأسبقية ويحترم ممر الراجلين….. فاستطاع أن يتعرف عليه الناس فحيوه ورد عليهم بالمثل. وكذلك ببركان فقد تجول ملك البلاد بشوارعها، وتوجه في إحدى المرات صوب زكزل حيث نزل هناك، ومشى على رجليه بالمنطقة وتجاذب أطراف الحديث مع سكانها. فالملك يتجول بركان، السعيدية ووجدة…. ويراقب عن كثب تطور الأشغال بأم عينيه من عدمها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.