صباحالشرق
لأول مرة في تاريخه، بات نهر ملوية بإقليم بركان، أحد أكبر أنهار المغرب، عاجزا عن بلوغ مصبه في البحر الأبيض المتوسط بعدما جفّت مياهه، وهو ما يهدّد الأراضي الزراعية والتنوع البيولوجي في المنطقة.
وتعود أسباب هذه “الظاهرة المأساوية إلى تراجع صبيب النهر بسبب الإفراط في استهلاك مياهه.
وقلبت قساوة الجفاف موازين الطبيعة في هذه المنطقة الزراعية حيث صارت مياه البحر المالحة تغزو مجرى النهر “على مدى 15 كيلومترا”، ما دفع المزارعين على ضفتيه إلى التخلي عن زراعة أراضيهم بسبب ملوحة المياه وتأثيرها على التربة.
ويعاني المغرب الذي تمثل الزراعة القطاع الأساسي في اقتصاده، من توالي مواسم الجفاف في السنوات الأخيرة. ويتوقع أن يستفحل الأمر في أفق العام 2050 بسبب تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، بحسب تقرير لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
حيث عانى الفلاحون القاطنون بجوار نهر ملوية الذين لم يتذوقوا حلاوة مياه الري منذ شهرين بسبب ندرة المياه، وتجنّبوا استعمال مياه النهر التي تهلك ملوحتها التربة لسنوات.
وفضلا عن قساوة الطبيعة، وجه مزارعي المنطقة أصابع الاتهام إلى “سوء تدبير” مياه النهر، والإفراط في استغلالها من خلال محطتين للضخ وثلاثة سدود في المنطقة.
وتعطى الأولوية في الاستفادة من مياه الري لمزارع الأشجار المثمرة البعيدة عن مصب النهر، ما يمثل في نظر المزارعين، “قسمة غير متكافئة”، وهو ما قد يضطر معه بعض الفلاحين إلى التوقف عن زراعة ضيعتهم العائلية رغم تطمينات المديرية الجهوية لوزارة الفلاحة التي أوضحت أن إعطاء الأولوية لسقي الأشجار راجع إلى كون المنطقة تعيش ظروفا استثنائية”، فإحياء شجرة ميتة أصعب من تعويض حقل خضروات بالإضافة إلى كون السبب الرئيسي لندرة مياه النهر هو الجفاف والملوحة.أما محطتا ضخ المياه فليس لهما تأثير كبير على صبيبه، وقد أجريت دراسات قبل إنشائهما لتفادي أي اختلال في توازن النهر.
وتشير توقعات وزارة الفلاحة إلى أن الجفاف سيؤدي إلى تراجع مخزون مياه الري في أفق العام 2050، “إلى مستوى قد يصل حتى 25 بالمئة” على الصعيد الوطني.