صباح الشرق / زكرياء ناجي
على بعد يومين من عيد الأضحى المبارك ، تعيش العديد من الأسر المغربية وضعا اقتصاديا صعبا، ناجما عن تداعيات أزمة كورونا وغلاء أسعار مختلف المواد الأساسية، وهو ما يجعل شراء الأضحية مهمة شاقة، بل ومستحيلة بالنسبة للعديد من الأسر.
اقتناء الأضحية يزداد صعوبة مع الغلاء الكبير الذي تشهده أسعار المواشي في السوق الوطنية، وهو ما دفع بالعديد من الأسر الذين تحدثوا لجريدة “صباح الشرق” إلى التأكيد بأنهم لحدود الساعة لم يستطيعوا شراء أضحية العيد .
محمد ، مياوم يشتغل في المجال الفلاحي ، أكد لـ “صباح الشرق” أن الأسعار التي تروج حاليا جد مرتفعة و تجعل شراء الأضحية “مهمة مستحيلة” بالنسبة لـ”الدراوش لي مافحالهومش”، خصوصا مع “الأزمة” و انعدام فرص الشغل .
غلاء الأضاحي
غلاء الأضاحي هذا العام، أكده العديد من الكسابة في تصريحات متفرقة لـ “صباح الشرق” ، حيث عزوا الغلاء لعاملين رئيسين؛ أولهما قلة التساقطات و الجفاف خلال الموسم الفلاحي بالحالي ، ما أثر على المراعي والمحاصيل الزراعية التي يرتكز عليها الكسابة ومربو الماشية، وثانيهما الغلاء الملحوظ الذي عرفته أثمنة الأعلاف.
وأشار الميلود وهو أحد مربي الماشية بجماعة عين الحجر القروية بدائرة العيون سيدي ملوك ، إلى أن أغلب أنواع العلف، شهدت زيادات معتبرة مقارنة بالسنة الماضية، ( الشعير ، الذرة ، النخالة ، الشمندر ، الفصة … ) ، ناهيك عن التبن و الخرطال و غيرها .
وسجل المتحدث في حديثه لجريدة “صباح الشرق” ، أن الجفاف أسهم في ارتفاع أسعار الماشية المعدة للتسمين قبل أشهر من عيد الأضحى، ما يضاعف تكاليف إنتاج خروف العيد، “فإذا ما أضفنا التكلفة المرتفعة للخرفان المعدة للتسمين إلى الأثمنة المرتفعة للأعلاف والأدوية، سنجد أن تكلفة إنتاج الخروف تتجاوز الثمن الاعتيادي للبيع، ما يضطر الكساب إلى إضافة هامش ربح، وهو ما يسهم في ارتفاع ثمن العرض”.
واعتبر العديد من مربي الماشية ، أن حملة الدعم التي أطلقتها وزارة الفلاحة لم تكن كافية أبدا، فالشعير المدعم يشكل جزءا يسيرا من دورة الإنتاج ولا يمكن له أن يسد حاجيات الكسابة، مشددين على ضرورة تدخل الدولة لدعم الكسابة في حالات الجفاف .
ضعف القدرة الشرائية و الوسطاء هم السبب
العديد من المواطنين ، أكدوا لجريدة “صباح الشرق” ، أن القدرة الشرائية الحالية للأسر المغربية لا تسمح لهم بشراء الأضحية بأثمان تفوق 3000 درهم ، معتبرين أن غلاء الأضاحي لا تبرره الزيادات التي شهدتها أسعار الأعلاف وغيرها من المواد التي تدخل في الإنتاج، فلا يعقل أن تبلغ الزيادات نسبة 100 %، بحجة غلاء العلف، علما أن الدولة قدمت الشعير المدعم للكسابة، وأن القطاع لا يؤدي الضريبة، وهو ما يعد دعما غير مباشر ينبغي أن تتأثر به الأسعار.
و نبه هؤلاء ، إلى أن المواطن البسيط وجد نفسه إضافة إلى ما سبق أمام جشع الوسطاء الذين يزيدون الطين بلة، ويرفعون الأسعار أكثر فأكثر، وهو ما يتطلب تدخل الدولة لتنظيم الأسواق ، مؤكدين أن عدم إقبال المستهلكين على اقتناء الأضاحي بسبب غلائها سيؤدي إلى خفض الأسعار،
من جهة أخرى ، نوه العديد من المواطنين ، بعمل الجمعيات الخيرية و المحسنين ، الذين يقومون بدور جد مهم لإدخال الفرحة غلى نفوس الأسر المعوزة و اليتامى عبر توزيع أضاحي العيد على فئة واسعة من المحتاجين