البروفيسور محمد صديقي… من جذور البحث العلمي إلى قمة الريادة الزراعية

Houcine Daoudi
2025-04-11T21:01:22+00:00
ثقافةمجتمع
11 أبريل 2025

FB IMG 1744404931156 copy   - www.sabahachark.com

صباح  الشرق

منذ بداياته الأولى في المعهد الزراعي المغربي، رسم البروفيسور محمد صديقي لنفسه مسارًا استثنائيًا في عالم الزراعة والابتكار.

في عام 2005، عُيّن مديرًا للبحث العلمي ودراسات الدكتوراه داخل هذه المؤسسة الرائدة، قبل أن يتولى في عام 2009 منصب المدير العام، على رأس أكبر جامعة زراعية في المملكة…قيادةٌ نُسجت بخيوط من المعرفة، والرؤية، والتفاني.

امتد تأثيره إلى مستويات أوسع حين التحق بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات كأمين عام سنة 2013، حيث لعب دورًا محوريًا في تنزيل مخطط المغرب الأخضر، الاستراتيجية الوطنية الكبرى التي أعادت رسم معالم التنمية الزراعية بالمغرب.
تميز محمد صديقي، خلال هذه المرحلة، بقدرات استثنائية في حشد التمويلات وتعزيز التعاون الدولي، وهو ما أسهم بشكل مباشر في تمويل المشاريع الكبرى الداعمة للعالم القروي.

الزراعة ليست مجرد قطاعإنها قضية حياة.
بهذه الروح تحدث محمد صديقي، مُبرزًا أن الزراعة تُعد ركيزة الاقتصاد الوطني، وتشغّل ما يزيد عن 45% من المواطنين، وأضاف: “منذ انطلاقي المهني، كان شغفي بتحقيق الأمن الغذائي وتحسين أوضاع الفلاحين هو المحرك الأساسي لعملي، ولا يزال كذلك إلى اليوم.”

وفي أكتوبر 2021، بلغ تفانيه في الخدمة العامة ذروته بتعيينه وزيرًا للفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى فبراير 2025، وواصل خلاله الدفع بعجلة الابتكار الزراعي وتعزيز ممارسات الاستدامة. بالتوازي مع مهامه التنفيذية، مثّل البروفيسور محمد صديقي إقليم بركان، مسقط رأسه في البرلمان المغربي، تأكيدًا لالتزامه العميق بقضايا المواطن والمجتمع المحلي.

صوت دولي وتجربة مغربية ملهمة

قال عنه الدكتور غاري مولباور، رئيس قسم الزراعة وعلم الوراثة النباتية:
“الدكتور صديقي يجسد المستوى الرفيع الذي بلغته النخب الدولية التي درست في قسمنا. لقد ساهم هؤلاء الطلبة، ومن بينهم صديقي، في إثراء بيئة القسم علميًا وثقافيًا.”

وفي إطار تتويجه بجائزة الإنجاز المتميز من جامعة مينيسوتا، ألقى صديقي ندوة علمية بعنوان: “الزراعة والأمن الغذائي المغربي: التحديات واستراتيجية التنمية”، استعرض فيها رؤى معمقة حول مستقبل التنمية الفلاحية في المغرب، وإستراتيجيات التصدي للتحديات الغذائية والمناخية.

إرث يتجاوز الحدود
إن مسيرة محمد صديقي شهادة حية على ما يمكن أن يُحققه التلاقي بين العلم والخدمة العامة والرؤية الاستراتيجية. لم تُسهم إنجازاته فقط في تطوير البحث والعلوم الزراعية، بل كانت لها بصمة عميقة ودائمة في تحقيق الأمن الغذائي والنهوض بالعالم القروي المغربي.

ويحق لجامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الامريكية أن تفخر بتكريم أحد أبرز خريجيها، لما تركه من أثر لامع على الساحة الزراعية الوطنية والدولية، ولما يجسده من إلهامٍ للأجيال المقبلة من القادة والباحثين.

FB IMG 1744387146071 copy   - www.sabahachark.com

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.