صباح الشرق
في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية توقع روبرت كاغان أن يتسبب انتصار روسيا في حرب أوكرانيا بتغيرات جيوسياسية واسعة حول العالم.
وقال كاغان إن التغييرات ستشمل أوروبا وحلف الناتو والنظام العالمي القائم؛ إذ ستؤدي هزيمة أوكرانيا إلى بداية حقبة تسيطر فيها الصين على تايوان وجنوب شرق آسيا، حيث سيشجع الانتصار الروسي الصينَ على غزو تايوان والسيطرة عليها لتهيمن على المنطقة.
ويشير الكاتب إلى أن ذلك يعني خلق 3 كتل في العالم (أمريكية، وروسية، وصينية)، لكنه يحذر من أن تعم الفوضى حول العالم؛ لأن كل منطقة في العالم ستحاول التكيف مع التشكيل الجديد للقوة.
وفي تداعيات العملية العسكرية، يقول كاغان إن روسيا إذا انتصرت في الحرب ستكون قد أصبحت قادرة على نشر قوات عسكرية غربي أوكرانيا. ومع قدرتها على فعل ذلك في بيلاروس أيضا، ستصبح موسكو قادرة على نشر قواتها الجوية والبرية والبحرية على حدود بولندا الشرقية التي يبلغ طولها 650 ميلا، وكذلك على الحدود الشمالية لرومانيا، إضافة إلى الحدود الشرقية لسلوفاكيا والمجر.
أما التهديد الأكبر فسيكون على دول البلطيق، التي ستعمل روسيا على فك ارتباطها بحلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر البرهنة على أن الحلف لا يمكنه حماية هذه الدول بشكل فعال، خصوصا في ظل تشارك “روسيا الموسعة” مع 7 دول أوروبية.
ويتابع الكاتب بالقول إن الوضع الجديد قد يفرض تعديلا كبيرا في معنى وهدف حلف الناتو. فالرئيس بوتين يريد إعادة نفوذ روسيا التقليدي في شرق ووسط أوروبا، كما يسعى إلى إنشاء “بنية” أمنية أوروبية تتحالف مع القوات الروسية على طول الحدود الشرقية للناتو.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” نشرت مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس، قال فيه إن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشامل على أوكرانيا يوم الخميس أنهى فترة ما بعد الحرب الباردة وسيشكل النظام العالمي، مضيفا أن معمارا جديدا للعلاقات الدولية يجب أن يبنى إلا أن شكله يعتمد فيما إن نجحت حملة بوتين أم فشلت.
وأعاد هجوم بوتين أشباح الحرب التي طاردت أوروبا على مدى قرن. وقد راقب العالم برعب الهجوم الكثيف بالصواريخ والقنابل والدبابات والتضليل الإلكتروني والحرب السيبرانية على أوكرانيا من 3 جبهات. وشجبت عدة دول الهجوم، ولكن الحقيقة المرة هي أن أوكرانيا تواجه بوتين لوحدها. والنزاع ليس حالة تشبه المشي مثل النائمين نحو الحرب، كما حاول بعض المؤرخين وصف الزحف الأعمى نحو الحرب العالمية الأولى عام 1914. فهي قريبة لهجوم مر وانتقامي قام به الزعيم الألماني على الجارة تشيكوسلوفاكيا عام 1939. ولم يصل بوتين إلى درجة أدولف هتلر بعد، ولكنه يشترك معه بهوس تصفية الحسابات عبر القوة العسكرية