صباح الشرق
نور الدين ميموني / زكرياء ناجي
مع أولى أيام فصل الربيع ، تشهد منطقة تافوغالت التابعة إداريا لإقليم بركان إقبالا كبيرا من طرف الزوار والسياح ممن تستهويهم الطبيعة الخلابة قادمين إليها من مختلف مدن الجهة الشرقية و حتى من خارج الوطن ، ويتجلى ذلك من خلال عدد العائلات و الزوار الذين تصطف بهم مختلف الجنبات على طول الطريق بين تافوغالت و زكزل ، و الذين فضلوا اتخاذ جبال بني أزناسن كوجهة مفضلة للترويح عن أنفسهم وقضاء أوقات ممتعة رفقة العائلة و الأصدقاء.
ولعل ما حفز العائلات في هذه الفترة على اتخاذ غابات جبال بني أزناسن بمنطقتي تافوغالت و زكزل كمقصد أول للترويح عن النفس و تغيير الجو ، هو التحسن الملحوظ في حالة الطقس و تخفيف الاجراءات الاحترازية المرتبطة بجائحة كورونا ، و كذا المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها هذه المنطقة المحافظة بعيدا عن الضجيج والتلوث الذي تعيشه المدن ، فضلا عن كونها تتوفر على مغارات ضاربة في القدم تستهوي عشاق السياحة الجبلية ، الذين يجدون في زيارة المنطقة فرصة سانحة كذلك لشراء كل ما يحتاجونه من مواد و منتوجات محلية ( كالعسل و النباتات العطرية المستعملة في العلاجات و دقيق الشعير و المنتوجات التقليدية…) .
رغم أن المنطقة تزخر بالعديد من المواقع السياحية والايكولوجية والمناظر الطبيعية الخلابة ، لكنها للأسف لحد الساعة تظل غير مستغلة بالقدر الكافي ، و هذا ما يستوجب خطة عاجلة من الجهات الوصية من أجل تأهيلها و توفير البنيات السياحية الضرورية التي من شأنها استقطاب السياح المغاربة و الأجانب و بالتالي دفع عجلة التنمية بالمنطقة .
هذا ، و ساهم مشروع تثنية الطريق الرابطة بين مدينتي بركان و العيون سيدي ملوك مرورا بتافوغالت ، و كذا مشروع تهيئة و توسيع طريق زكزل بشكل كبير في التعريف بالمنطقة و تشجيع السياح المغاربة و الأجانب على زيارة و اكتشاف الموقع ، و هو ما يفسره عشرات السيارات التي تحمل الأرقام الوطنية و الأجنبية التي تجوب تلك المنحدرات و المنعرجات من اجل البحث عن لحظات ممتعة بين أحضان جبال بني أزناسن .
هو إذن مؤشر ايجابي يكشف أن الرهان على السياحة الجبلية قد يكون رهانا رابحا وسوقا واعدة من شأنها أن تساهم بشكل ملحوظ في تنمية المنطقة و ازدهارها .