الجزء السادس:من سلسلة العامل الجديد عبد الحميد الشنوري أمام مرآة الانتظارات…!!
بين طموح التنظيم وواقع الهدر، ضاعت منصة القرب بحي القدس ببركان في متاهة الصمت والتهميش، وترك التجار يواجهون مصيرًا بائسًا في حضن العشوائية من جديد.
في صبيحة يوم 23 غشت 2021، استقبلت ساكنة حي القدس بمدينة بركان تدشين المنصة التجارية للقرب بكثير من الأمل، وكأن المدينة بصدد طي صفحة من فوضى التجارة العشوائية نحو أفق أكثر تنظيمًا وكرامة للباعة الصغار.
المشروع، الذي شُيد بكلفة مالية محترمة، جاء ثمرة وعود اجتماعية رسمية، واعتُبر حينها خطوة نوعية نحو تحقيق الإدماج الاقتصادي لفئة طالما وُصفت بالمُهمشة.
لكن ما أشبه اليوم بالأمس… فبعد افتتاحٍ صاخبٍ بالكاميرات والابتسامات العريضة، أسدلت المنصة ستائرها في صمت جنائزي، دون بلاغٍ رسمي يشرح، أو تبرير يُقنع، أو حتى بديل يُقترح. تحوّل المشروع، الذي وُصف يومًا بـ”النموذجي”، إلى بناية مهجورة تجسد بؤس التدبير وغياب الرؤية، وبقي التجار يرزحون مجددًا تحت وطأة الفوضى، بين أرصفة الشوارع وملاحقات السلطات.
فأين اختفى الحلم؟ ولماذا أُغلقت الأبواب؟ ومن يتحمل مسؤولية هدر الأموال العمومية في مشروع لم يعش إلا أيامًا معدودة؟
أسئلة حارقة تلاحقها علامات استفهام لا تقل سخونة حول دور الجهات المنتخبة، والمصالح الإدارية المعنية، وحتى من وقعوا على دفاتر التحملات وباركوا المشروع دون ضمانات استدامته.
المنصة التي وُعد بها عشرات المستفيدين، لم تصمد أمام أول اختبار، فانهارت من الداخل قبل أن تستقبل روادها.
بعض الأصوات تشير إلى اختلالات في التسيير، وأخرى تتحدث عن غياب المواكبة والدعم الحقيقي للتجار، فيما يذهب البعض إلى أن المشروع وُلد ميتًا نتيجة غياب مقاربة تشاركية حقيقية في تخطيطه وتنزيله.
المفارقة الصادمة أن السوق ظل قائما… ولكن دون حياة. أشبه بمسرحٍ بلا جمهور، أو جثةٍ بلا روح. لافتة “المنصة التجارية للقرب” ما تزال معلقة، لكنها صارت عنوانًا ساخرًا لمأساة تنموية تُكرر نفسها.
واليوم، ومع تجدد الأمل بقدوم عامل الإقليم الجديد، عبد الحميد الشنوري، يبقى السؤال يفرض نفسه بقوة: هل سيتحرك عامل الإقليم ليُطلق رصاصة الرحمة على هذا الجمود الذي ينهش مشاريع بركان، وعلى هذا الصمت المريب الذي يلف ملف المنصة التجارية للقرب بحي القدس؟ وهل سيعطي الأولوية لتفعيلها أو لإيجاد بدائل حقيقية تُنقذ التجار وتعيد الحياة إلى هذه البنية التي لم تجد بعد سبيلها للنور؟
بركان بأهلها ومؤسساتها ينتظرون قرارًا حاسمًا، ونشاطًا يقطع مع سنوات من الإهمال ويُعيد الثقة إلى قلب المواطن الذي طالما تعبّ من وعود لم تُنفذ،في زمن يزداد فيه التحدي، لا وقت للمناورات ولا للمساحات الرمادية.
المسؤولية على عاتق الجميع، لكن العين تترقب الخطوة الأولى من عبد الحميد الشنوري… فهل ستكون بداية الإنقاذ، أم استمرارًا للانتظار المؤلم؟
إنها قصة منصة تجارية… ماتت واقفة.
– ترقبوا يوم غد الجزء السابع:من سلسلة عامل الإقليم الجديد عبد الحميد الشنوري أمام مرآة الانتظارات…
بركان… من عتمة مستشفى”الدراق” إلىأمل المستشفى الذكي: هل تنقذ وزارة الصحة ما تبقى من كرامة العلاج؟
–تحقيق صحفي:جريدة صباح الشرق SABAHACHARK .